ناسا تريد بناء منازل مصنوعة من الفطر على القمر

ناسا تريد بناء منازل مصنوعة من الفطر على القمر

قد يبدو مفهوم زراعة الفطر على القمر وكأنه خيال علمي، لكنه سرعان ما أصبح حقيقة. استثمرت وكالة ناسا مبلغ 2 مليون دولار في مجموعة بحثية في مركز أبحاث أميس لاستكشاف وتطوير الفطريات للتطبيقات خارج كوكب الأرض. يمكن لهذه التكنولوجيا المتطورة أن تحل أحد أهم التحديات في استكشاف الفضاء: التكلفة الباهظة لنقل مواد البناء التقليدية.

تتضمن عملية إنشاء هذه الهياكل الفطرية إرسال حزمة خاصة إلى سطح القمر تحتوي على الأدوات المنزلية الأساسية وخليط من الجراثيم الفطرية والماء والطحالب. وبمجرد نشره، سيتحول هذا الخليط إلى غلاف خارجي متصلب، ليشكل هيكلًا صالحًا للسكن. يوفر هذا النهج المبتكر العديد من المزايا:

  • بناء مربح
  • النمو السريع (1-2 أشهر)
  • قدرات الحماية من الإشعاع
  • العزل ضد درجات الحرارة القصوى

بينما تستخدم ناسا الآلات البديهية للقيام بمهام رئيسية إلى القطب الجنوبي للقمر، فإن إمكانية تنفيذ الفطريات في القواعد القمرية المستقبلية تصبح ذات أهمية متزايدة. يمكن لهذه الهياكل الفطرية أن توفر موائل مستدامة وقابلة للتكيف لاستكشاف القمر على المدى الطويل واستعمار المريخ في نهاية المطاف.

العلم وراء mycotecture القمرية

يستغل مفهوم الفطريات الخصائص الفريدة للكائنات الفطرية لإنشاء هياكل قوية ومتينة. على القمر، ستتضمن هذه العملية دمج الأبواغ الفطرية مع المواد القمرية المحلية مثل الماء والثرى لتشكيل الطوب. ويقول المهندس المعماري كريس مورير، المقيم في كليفلاند، والذي يتعاون مع وكالة ناسا في المشروع، إن هذه الطريقة أكثر فعالية من حيث التكلفة من نقل مواد البناء التقليدية من الأرض.

لقد أسفرت الأبحاث التي أجرتها وكالة ناسا عن نتائج واعدة، مما يدل على أن وحدات البناء هذه على شكل فطر تمتلك خصائص رائعة:

هذه الخصائص تجعل من الفطريات بديلاً جذابًا للمواد التقليدية المستخدمة في البناء خارج كوكب الأرض. القدرة على الهياكل المتنامية في الموقع يتوافق استخدام الموارد المحلية تمامًا مع أهداف ناسا لاستكشاف الفضاء المستدام استخدام الموارد في الموقع (إيسرو).

التحديات وآفاق المستقبل

على الرغم من أن التجارب الأولية على الأرض أظهرت نتائج واعدة، إلا أن فريق البحث بقيادة لين روتشيلد، الباحث الرئيسي في وكالة ناسا أميس، يدرك أن المضاعفات غير المتوقعة يمكن أن تنشأ في الفضاء. ولمعالجة هذه المشكلات المحتملة، تخطط المجموعة لإرسال نموذج مفاهيمي لهياكل الفطريات إلى الفضاء كجزء من الإطلاق المخطط له في عام 2028 لمحطة فضائية تجارية تسمى ستارلاب.

يسلط روتشيلد الضوء على العديد من الأسئلة الرئيسية التي تحتاج إلى إجابة:

  1. هل سيكون الهيكل قويا بما فيه الكفاية؟
  2. هل يمكنها توفير العزل المتوقع؟
  3. ماذا ستكون خصائص المواد في ظل الظروف القمرية؟
  4. إلى أي مدى سيتصرف نمو الفطريات في البيئة القمرية؟

بينما تبدأ ناسا في اختبار نماذج أولية للمركبات القمرية الصالحة لجميع التضاريس لمهمات أرتميس، فإن دمج الفطريات في الموائل القمرية المستقبلية يمكن أن يحسن بشكل كبير من استدامة وكفاءة هذه الجهود الرائدة. إن نجاح هذا النهج المبتكر يمكن أن يمهد الطريق لتطبيقات مماثلة على المريخ والأجرام السماوية الأخرى، مما سيحدث ثورة في الوجود البشري في الفضاء.

الآثار المترتبة على استكشاف الفضاء في المستقبل

يمثل تطوير الموائل القائمة على الفطر على القمر نقلة نوعية في كيفية تعاملنا مع استعمار الفضاء. ومن خلال تسخير قوة البيولوجيا واستغلال الموارد المحلية، تفتح وكالة ناسا إمكانيات جديدة لوجود بشري مستدام وطويل الأمد خارج الأرض. هذا التكنولوجيا الثورية يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على البعثات الفضائية المستقبلية، بما في ذلك:

READ  قالت وكالة ناسا إن الكويكبات أكبر من هرم الجيزة ستمر عبر الأرض

1. انخفاض تكاليف الإطلاق : من خلال توسيع الهياكل في الموقع، يتم تقليل الحاجة إلى نقل مواد البناء الضخمة من الأرض إلى حد كبير.

2. موائل قابلة للتكيف : يمكن تعديل الهياكل الفطرية أو توسيعها حسب الحاجة، مما يوفر المرونة لمتطلبات المهمة المتطورة.

3. دعم الحياة الحيوي : من المحتمل أن تساهم هذه الهياكل الحية في أنظمة تنقية الهواء وإعادة تدوير النفايات، مما يؤدي إلى إنشاء المزيد من المواقع القمرية المكتفية ذاتيًا.

وبينما نقف على فجر حقبة جديدة في استكشاف الفضاء، فإن النهج المبتكر الذي تتبعه وكالة ناسا للسكن على سطح القمر من خلال الفطريات يُظهر التزام الوكالة بدفع حدود العلم والتكنولوجيا. يمكن لنجاح هذا المشروع أن يحدث ثورة في نهجنا تجاه استعمار الفضاء ويجعلنا أقرب إلى إقامة وجود بشري دائم على القمر وما بعده.

author

Fajar Fahima

"هواة الإنترنت المتواضعين بشكل يثير الغضب. مثيري الشغب فخور. عاشق الويب. رجل أعمال. محامي الموسيقى الحائز على جوائز."

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *