صورة أرشيفية: تم اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية لحماية القمر الصناعي كويت سات 1 أثناء الإطلاق
مدينة الكويت، 27 أكتوبر: مع نشر وسائل الإعلام المزيد والمزيد من المعلومات حول تأثيرات الطقس الفضائي على حياتنا اليومية، يقول فريق مرصد كويت مون في قسم الفيزياء بكلية العلوم بجامعة الكويت إن هذه الظواهر هي جزء طبيعي من النظام الشمسي. وفي بيان صحفي صادر عن جامعة الكويت قدم الفريق شرحا علميا مبسطا عن الطقس الفضائي وأبرز دور المرصد الكويتي في رصد هذه الظواهر والتنبؤ بآثارها.
مثلما يُظهر طقس الأرض تغيرات موسمية، يشير الطقس الفضائي إلى التغيرات التي تحدث في الفضاء الخارجي المحيط بالأرض بسبب النشاط الشمسي. تتبع الشمس دورة نشاط شمسي مدتها 11 عامًا تقريبًا، حيث تصل إلى أقصى نشاط مغناطيسي لها خلال هذه الفترة. وفي الذروة، تصبح البقع الشمسية والتوهجات الشمسية والعواصف الشمسية أكثر تواترا، مما يزيد من احتمال انبعاث جسيمات مشحونة عالية السرعة من الشمس. وعندما تصل هذه الجسيمات إلى الأرض، يمكنها تعطيل الغلاف المغناطيسي الذي يحمي الكوكب، مما يسبب اضطرابات مؤقتة في المجال المغناطيسي للأرض. ويمكن لهذه العواصف الشمسية أن تؤثر على الأنظمة التكنولوجية على الأرض، بما في ذلك الأقمار الصناعية وأنظمة الاتصالات ومحطات الطاقة وأجهزة تحديد المواقع. وعلى الرغم من أن مثل هذه التأثيرات نادرة، إلا أنها قد تسبب اضطرابًا مؤقتًا. وقد دفع هذا العلماء إلى إعطاء الأولوية للتنبؤ بهذه العواصف وتنفيذ الاحتياطات اللازمة لحماية التكنولوجيا.
على سبيل المثال، يقوم فريق القمر الصناعي الكويتي كويت سات 1 بمراقبة الطقس الفضائي بشكل مستمر واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أنظمة الأقمار الصناعية في حالة حدوث عواصف شمسية. ولتحسين مراقبة الطقس الفضائي، تم إنشاء مرصد الكويت للميون في عام 2006 تحت إشراف قسم الفيزياء في جامعة الكويت. وهو جزء من الشبكة العالمية لكشف الميونات (GMDN)، التي تمولها جامعة شينشو في اليابان، والتي تضم مراصد مماثلة في اليابان وأستراليا والبرازيل لتغطية معظم أنحاء العالم. مرصد الميون الكويتي هو الأكبر في شبكة الميون العالمية. وهو يراقب الميونات، وهي جسيمات تتكون من شظايا ناتجة عن اصطدام الأشعة الكونية بالغلاف الجوي للأرض. وأثناء العاصفة الشمسية تتأثر شدة الأشعة الكونية، مما يؤثر بدوره على عدد الميونات التي تصل إلى سطح الأرض. وعندما يرصد مرصد الميون الكويتي مثل هذه التغيرات، يتم تحليل البيانات ضمن الشبكة العالمية، مما يسمح بإصدار تنبيهات حول العواصف الشمسية الكبرى قبل عدة ساعات من وصولها إلى الأرض.
يمنح هذا الإشعار المسبق الحكومات والشركات وقتًا كافيًا لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، حيث تسبق التغيرات في مستويات الميون وصول العواصف الشمسية. ويدرك فريق مرصد مون أن بعض التقارير الإعلامية قد تبالغ في تأثيرات الطقس الفضائي، خاصة مع دخول الشمس ذروة نشاطها الشمسي. لكنهم يؤكدون أن الطقس الفضائي لا يشكل خطرا على الإنسان؛ بل هي ظاهرة طبيعية تحدث بانتظام. وصلت الشمس إلى ذروة نشاطها آخر مرة في عام 2014. وسلط الفريق الضوء على أهمية فهم الطقس الفضائي كحدث طبيعي متكرر وشدد على أن الجهود العلمية والتعاون الدولي ضروريان للرصد الدقيق لهذه الظواهر والتنبؤ بها.