أنهى المغرب والإمارات العربية المتحدة بنجاح المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA)., ويعد هذا معلما هاما في العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال مسؤولون يوم الاثنين إن الاتفاقية التاريخية، التي تم الاتفاق على تفاصيلها النهائية مؤخرا، من المتوقع أن تبشر بعصر جديد من التنمية الاقتصادية المشتركة.
وأعلن عن ذلك معالي رياض مازور، وزير الصناعة والتجارة المغربي، وثاني بن أحمد الزيودي، وزير الدولة للتجارة الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال التوقيع على بيان مشترك. – استكمال المفاوضات بنجاح ووضع اللمسات النهائية على بنود الاتفاقيةوقال مازور إن “هذه الاتفاقية تتجاوز تحرير التجارة وتغطي العديد من مجالات الاستثمار والتعاون الاقتصادي. وهي إطار مثالي لإرساء أساس متين لتعزيز مستوى التعاون المشترك في القطاعين الاقتصادي والاستثماري”.
من جانبه أكد الزيودي أهمية اختتام مفاوضات الشراكة الاقتصادية الشاملة مع المغرب. وقال إن الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والمغرب تعد إضافة مهمة لبرنامج الاتفاقيات الاقتصادية الشاملة الذي تواصل الإمارات تنفيذه. وتهدف إلى توسيع شبكتنا من الشركاء التجاريين والاستثماريين عالمياً، وإقامة شراكات واعدة مع الأسواق ذات الأهمية الاستراتيجية إقليمياً ودولياً.
ومن المتوقع أن يتم التوقيع على هذه الاتفاقية رسمياً ثم التصديق عليها لدخولها حيز التنفيذ بهدف حرية تدفق السلع والخدمات بين البلدينوفق أخبار المغرب العالميةوسيتم تحقيق هذا الهدف من خلال إزالة الحواجز التجارية غير الضرورية، وإنشاء قواعد منشأ مرنة للمنتجات، وتحسين الوصول إلى أسواق الخدمات، وتحسين التنسيق الجمركي.
علاوة على ذلك، يقوم CEPA بإنشاء منصات جديدة تشجيع تدفقات الاستثمار المتبادل وبناء الشراكات بين القطاع الخاص ومجتمعات الأعمال في البلدين.ويركز على القطاعات ذات الأولوية مثل الطاقة المتجددة والسياحة والبنية التحتية والتعدين والأمن الغذائي والنقل والخدمات اللوجستية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
علاوة على ذلك، وشهدت التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات والمغرب زيادة في الأشهر الأخيرةوستصل إلى 1.3 مليار دولار في عام 2023، بزيادة قدرها 30% مقارنة بعام 2022 وأكثر من 83% مقارنة بمستويات ما قبل الوباء في عام 2019.
كما تعد الإمارة أكبر مستثمر عربي في المغربحيث تم استثمار ما مجموعه 15 مليار دولار في مشاريع استراتيجية مختلفة.
وفيما يتعلق بالمغرب، فهو سادس أكبر اقتصاد في أفريقيا. وسيصل الناتج المحلي الإجمالي إلى 152.4 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 3.5 في المائة بحلول نهاية عام 2024. ويعد قطاع الخدمات أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي، حيث يمثل 54%، يليه القطاع الصناعي بنسبة 23%.
ويهدف برنامج CEPA إلى توسيع شبكة الإمارات من الشركاء التجاريين والاستثماريين، لتحقيق الهدف الاستراتيجي للدولة المتمثل في زيادة التجارة الخارجية غير النفطية إلى 4 تريليونات درهم بحلول عام 2031. وهذا يمثل هدفا طموحا التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالتنويع الاقتصادي وتعزيز حضورها في السوق العالميةوبالتالي، فإن هذه الاتفاقية لن تعزز العلاقات الثنائية مع المغرب فحسب، بل ستساهم أيضًا في ترسيخ مكانة الإمارات كلاعب رئيسي في الاقتصاد العالمي.