وقع أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح مرسوما يوم الأحد بالموافقة على الحكومة الجديدة بعد أيام من حل البرلمان المنتخب قبل بضعة أسابيع وسط استمرار الاضطرابات السياسية في الدولة الخليجية الصغيرة.
ويرأس الحكومة الجديدة – وهي الحكومة الكويتية الـ 46 منذ عام 1962 – رئيس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله الصباح وتتكون من 13 وزيرا. واحتفظ تسعة من هؤلاء الوزراء بمناصبهم من الحكومة السابقة، بينهم وزير النفط عماد العتيقي، ووزير المالية أنور علي المضف، ووزير الخارجية عبد الله علي اليحيى.
وفي لفتة نارية، أمر الشيخ مشعل، الجمعة، بحل البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة، وتعليق بعض مواد دستور البلاد لمدة لا تتجاوز أربع سنوات، أعلن خلالها إعادة النظر في كافة جوانب العملية الديمقراطية. .
وفي كلمة بثها التلفزيون الرسمي، قال الأمير إن الكويت تواجه “صعوبات وعقبات لا يمكن تصورها ولا تحتمل”.
وأشار إلى أن “الاضطرابات الأخيرة في المشهد السياسي الكويتي وصلت إلى مرحلة لا يمكن أن نبقى صامتين فيها، لذا يجب علينا اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحقيق مصلحة البلاد وشعبها”. وأضاف: “لن أسمح تحت أي ظرف من الظروف باستغلال الديمقراطية لتدمير الدولة”.
وبموجب أمر ملكي، تم تعليق سبع مواد من الدستور، من بينها المادة 107 التي تنص على وجوب انتخاب برلمان جديد خلال شهرين من حله، والمادة 181 التي تحظر تعليق الدستور أو حصانة النواب. أعضاء البرلمان.
كما ينص المرسوم على أن يتولى الأمير ومجلس الوزراء صلاحيات البرلمان خلال الفترة الانتقالية، وأن القوانين ستصدر بمشروع مرسوم.
سنوات من الخلافات بين البرلمان والحكومة
وتعاني الكويت من صراعات سياسية منذ سنوات أدت إلى حل متكرر للبرلمان وتعديلات حكومية.
وتم انتخاب البرلمان المنحل الآن في أوائل إبريل/نيسان. وفاز حينها بأغلبية المقاعد (29) سياسيون ينتمون إلى ما يسمى بالمعارضة في الكويت، التي تسعى إلى تغيير النظام السياسي الحالي. كما حصل أعضاء الأحزاب السلفية والإسلامية على بعض المقاعد في البرلمان، بما في ذلك الحركة الدستورية الإسلامية، الفرع الكويتي لجماعة الإخوان المسلمين، التي فازت بمقعد واحد. وهذه الانتخابات هي الثالثة منذ 2022 والرابعة خلال خمس سنوات. وتم حل البرلمان 12 مرة منذ عام 2005، كان آخرها في فبراير/شباط.
واتهم المشرعون مرارا وتكرارا الوزراء بالفساد، في حين اتهم مجلس الوزراء البرلمان بعرقلة خطط التنمية في البلاد.
وأدى الخلاف السياسي المتكرر بين المشرعين والمسؤولين الحكوميين إلى إعاقة الإصلاحات الضريبية والاقتصادية في الوقت الذي تسعى فيه الدولة الخليجية الغنية بالنفط إلى تنويع اقتصادها.
كما منع هذا الصراع المرير الكويت من إصدار تشريعات تسمح للكويت بالوصول إلى أسواق الدين الدولية.
وتعد الكويت منتجا رئيسيا للنفط، حيث تبلغ طاقتها الإنتاجية 3.15 مليون برميل يوميا و8.2% من احتياطيات النفط العالمية، وفقا لبيانات أوبك.
وعين الشيخ مشعل الشيخ أحمد، ابن أخيه، رئيسا للوزراء في 15 إبريل الماضي، مسؤولا عن تشكيل الحكومة الجديدة.
لكن التوترات بين المشرعين والسلطات التنفيذية حالت دون تشكيل حكومة جديدة.
واتهم الشيخ مشعل، في كلمته العلنية، الجمعة، بعض النواب برفض تعيين وزراء معينين، مؤكدا أن اختيار رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة هو حق دستوري لرئيس الدولة.
وقال إن “انتهاك الدستور وصل إلى حد لا يمكن التسامح معه أبدا، لأنه يهدد بتقويض القيم الدستورية والمبادئ الديمقراطية”.
كما هاجم الأمير مسؤولين معينين، لم يذكر أسمائهم، لتدخلهم في اختيار ولي العهد. وأضاف: «ذهب البعض إلى حد التدخل في صلاحيات الأمير، بما في ذلك حقه في اختيار ولي عهده»، مضيفاً أنه يحتفظ بهذا الحق الحصري.
ولم يقم الشيخ مشعل، الذي تولى السلطة في ديسمبر بعد وفاة سلفه وأخيه غير الشقيق الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، بتعيين ولي للعهد حتى الآن.
والكويت هي الملكية الخليجية الوحيدة التي لديها برلمان منتخب. تأسس البرلمان، المعروف باسم الجمعية الوطنية، في عام 1963. ويتكون من 50 عضوًا يخدمون لمدة أربع سنوات. ويتمتع المجلس التشريعي بسلطة استجواب وتقديم اقتراحات بحجب الثقة عن الوزراء، وكذلك الموافقة على تعيين الأمير لولي العهد الجديد.
تتم الموافقة على القوانين أيضًا من قبل البرلمان والأمير.