الرياض: تمتلك دول الخليج القدرة على مضاعفة ناتجها المحلي الإجمالي إلى 13 تريليون دولار بحلول عام 2050 من خلال اعتماد استراتيجية النمو الأخضر، وفقًا لدراسة حديثة.
وأظهر تقرير لشركة سنتشري إنترناشونال هولدنجز المحدودة، الذي تم تقديمه في منتدى الاستثمار العالمي 2023 في أبو ظبي، أن الناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة قد تجاوز بالفعل علامة 2 تريليون دولار.
وإذا تبنت هذه البلدان استراتيجية النمو الأخضر، فإن التقرير يشير إلى أن هذا الرقم قد يتضاعف عن المبلغ المتوقع وهو 6 تريليون دولار.
هذه الإمكانات الاقتصادية لدول الخليج لم تنعكس بشكل كامل بعد في التصنيف العالمي للاستثمارات الأجنبية المباشرة، كما تنشر كل عام في تقارير الاستثمار العالمي الصادرة عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.
وفقًا لتقرير الأونكتاد، شهد إجمالي تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى منطقة دول مجلس التعاون الخليجي انخفاضًا بنسبة 17.91% ليصل إلى 37.12 مليار دولار في عام 2022. ومع ذلك، أظهرت المنطقة نموًا قويًا في الاستثمار العالمي، مع تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر الذي زاد بأكثر من الضعف خلال ست سنوات. من 15.52 مليار دولار. في عام 2017 إلى 37.12 مليار دولار في عام 2022.
وشهدت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى المملكة العربية السعودية انخفاضا بنسبة 59 في المائة إلى 7.9 مليار دولار، على الرغم من أن مبيعات الاندماج والاستحواذ عبر الحدود ظلت مرتفعة. ومن بين أكبر الصفقات كان الاستحواذ على حصة 49% في شركة أرامكو لأنابيب الغاز بقيمة 16 مليار دولار من قبل مجموعة من المستثمرين من الصين وهونج كونج والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.
وتعد شركة أكوا باور، شركة سعودية مدرجة في تداول، أكبر مستثمر في المملكة في مشاريع الطاقة المتجددة بين الدول النامية، بواقع 53 مشروعاً. وجاءت شركة عبد اللطيف جميل ومقرها جدة في المركز الثاني عن كثب.
ولاحظ عصام أبو سليمان، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي، التحول السريع لدول مجلس التعاون الخليجي إلى اقتصاد منخفض الكربون، مدفوعا بارتفاع أسعار النفط والغاز، وزيادة المخاوف الأمنية المتعلقة بالطاقة، وزيادة الاهتمام بالفرص المرتبطة بالطاقة المتجددة.
وسلطت حبيبة المرعشي، المؤسس المشارك ورئيس مجموعة الإمارات للبيئة وعضو مجلس إدارة تحالف المستثمرين العالمي من أجل التنمية المستدامة، الضوء على الدور الحاسم للبحوث الاقتصادية الشاملة، التي يجسدها تقرير الاستثمار الخليجي 2023، في رصد وفهم احتياجات المنطقة. الاستثمارات. النمو والتنمية.
وفي عام 2022، تصدرت الإمارات المنطقة في مجال الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث استحوذت على 61.24% من إجمالي التدفقات إلى دول مجلس التعاون الخليجي. كما حصلت على الترتيب العالمي الرابع للمشروعات الاستثمارية الجديدة، مسجلة 997 مشروعا حتى الآن هذا العام، وفقا لتقرير الاستثمار العالمي 2023.
وسلط المرعشي الضوء على الاستثمارات الكبيرة التي تقوم بها دولة الإمارات في مجال الطاقة النظيفة والخضراء والاستدامة البيئية، وهو ما يعكس دورها القيادي في هذه المجالات الحيوية.
وفي جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، قامت الدول بمراجعة سياساتها الاستثمارية بشكل نشط لجذب المستثمرين الأجانب.
أطلقت المملكة العربية السعودية أول منطقة لوجستية متكاملة خاصة بها، والتي تقدم للمستثمرين – بما في ذلك أولئك الذين لديهم ملكية أجنبية بنسبة 100٪ – إعفاء ضريبي لمدة 50 عامًا ومزايا ضريبة القيمة المضافة للصيانة والتجميع.