الرياض: وصل الإنفاق السياحي في المملكة العربية السعودية إلى ما يقرب من 150 مليار ريال سعودي (40 مليار دولار) في النصف الأول من عام 2024، مما يعكس زيادة بنسبة 10 بالمائة في أعداد المسافرين والإنفاق مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا لما قاله أحد كبار الوزراء.
وفي مؤتمر لمراجعة برنامج السياحة الصيفية لعام 2024، أكد وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب أن بلاده ستطرح تأشيرات سياحية الشهر المقبل لجذب المزيد من السياح الدوليين وتعزيز تطوير القطاع.
يأتي ذلك في الوقت الذي حددت فيه المملكة العربية السعودية هدفًا طموحًا لاستضافة 150 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2030، مما يؤكد التزامها بتحويل المملكة إلى وجهة سياحية عالمية رئيسية.
وبحسب البيانات الصادرة عن المديرية العامة للطيران المدني، نمت حركة الركاب الجوية في البلاد بنسبة 17 بالمئة إلى 62 مليونا في النصف الأول من عام 2024، مقارنة بـ 53 مليونا في الفترة نفسها من العام الماضي.
ودعم هذا النمو زيادة بنسبة 12 في المائة في عدد الرحلات الجوية التي سجلت 446 ألفاً مقارنة بـ 399 ألفاً في النصف الأول من عام 2023.
وقال الخطيب، في مشاركة أرقام النصف الأول من العام: “قمنا بـ 60 مليون رحلة وأنفق السائحون نحو 150 مليار ريال سعودي”.
وقال الوزير إن هذا يمثل زيادة بنسبة 10 في المائة في أعداد الزوار والإنفاق مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ووصف البلاد بـ”القارة”، وسلط الضوء على جمالها الطبيعي الهائل ومناظرها الطبيعية المتنوعة، بما في ذلك الجبال والمنتجعات وساحل البحر الأحمر والمدن النابضة بالحياة.
وقال إن هذا التنوع يمنح المملكة العربية السعودية مكانة فريدة في تقديم مجموعة واسعة من المنتجات السياحية للسياح العالميين.
وأشار إلى المبادرات الهادفة إلى زيادة الفرص والتدريب للسعوديين، قائلا: “لقد قمنا بزيادة الرواتب وأجرينا أكثر من 100 ألف دورة تدريبية سنويا”.
وهذا يؤكد موقف الوزارة الاستباقي في تشجيع استثمار القطاع الخاص في رأس المال البشري السعودي.
وأشار الخطيب إلى الدور المهم للقطاع الخاص في تشكيل المشهد السياحي. وقال: “إن قطاع السياحة والسفر في جميع أنحاء العالم تتم إدارته في الغالب من قبل القطاع الخاص، ونحن ندرك الدور الهام الذي يلعبه في تطوير قطاعنا”.
وأشار الخطيب أيضا إلى الأثر الكبير لصندوق التنمية السياحية في بناء البنية التحتية للدولة.
تم إطلاق الصندوق في يونيو 2020، وقد قام بالفعل بتمويل أكثر من 100 مشروع بقيمة إجمالية 35 مليار ريال سعودي، بما في ذلك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمبادرات واسعة النطاق.
وقال الخطيب: “في منطقة عسير وحدها، خصص صندوق التنمية السياحية مليار ريال سعودي لـ 10 مشاريع، وهو ما يعكس التركيز الكبير على تعزيز خدمات الضيافة في المنطقة، مما يضيف إلى الإمكانات الاستراتيجية للسياحة”. ويتجلى التزام الدولة بالتنمية الإقليمية من خلال الاستثمار.
ولتعزيز الشفافية ودعم الجهات المعنية، أعلن الوزير عن إطلاق الإحصاءات السياحية الشاملة على الموقع الإلكتروني للوزارة. وقال: “سيوفر التقرير السنوي معلومات قيمة لوسائل الإعلام والمستثمرين، ويفصل كل إحصائية ورقم يتعلق بقطاع السياحة في المملكة العربية السعودية”.
وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن الوزارة، سيصل إجمالي عدد السائحين إلى 109.3 مليون سائح في عام 2023، منهم 81.9 مليون سائح محلي و27.4 مليون زائر دولي.
وعلى صعيد التأثير الاقتصادي، بلغ إجمالي إنفاق السياح الدوليين العام الماضي 141.2 مليار ريال سعودي، بينما أنفق السياح المحليون 114.4 مليار ريال سعودي، ليصل إجمالي الإنفاق السياحي إلى 255.6 مليار ريال سعودي في عام 2023.
وقال الوزير: “حققنا زيادة في السياحة بنسبة 153 بالمائة مقارنة بعام 2019. واستقبلت منطقة عسير العام الماضي 8 ملايين سائح أنفقوا ما يقرب من 3 مليارات دولار”.