جدة: من المقرر أن تتعزز علاقات التعدين السعودية الإيطالية بعد اجتماعات بين كبار المسؤولين في روما ركزت على الحلول المستدامة والطاقة النظيفة وجذب الاستثمار إلى قطاع الاستكشاف الموسع في المملكة.
بدأ وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام في 14 تشرين الأول/أكتوبر بلقاء وزير البيئة وأمن الطاقة الإيطالي جيلبرتو بيتشيتو فراتين.
وأكد اللقاء الذي حضره سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إيطاليا الأمير فيصل بن سطام بن عبد العزيز والرئيس التنفيذي لمركز تطوير الصناعة الوطني صالح السلمي، أهمية التعاون التنموي والشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات. وأعطت وكالة الأنباء السعودية هذه المعلومات.
وتهدف الزيارة الرسمية إلى تعزيز التعاون الصناعي والتعديني واستكشاف الفرص المشتركة بما يتماشى مع الاستراتيجية الصناعية الوطنية للمملكة.
ويأتي ذلك على خلفية نمو الصادرات غير النفطية للسعودية إلى إيطاليا، والتي وصلت إلى 2.8 مليار ريال (747 مليون دولار) في عام 2023، في حين بلغ إجمالي الواردات غير النفطية من إيطاليا 21.8 مليار ريال.
في تدوينة له
وشدد على “الرغبة المتبادلة” في تعزيز التعاون لصالح البلدين.
وتحدث الخريف خلال المباحثات عن الآفاق الواعدة في قطاع التعدين في المملكة، وشرح بالتفصيل جميع مراحله من الاستكشاف إلى المعالجة. وسلط الضوء على الموارد المعدنية غير المستغلة في المملكة العربية السعودية، والتي تقدر قيمتها بحوالي 2.5 تريليون دولار، وشدد على توفر 80 عامًا من البيانات الجيولوجية لدعم قرارات الاستثمار المستنيرة.
كما بحث الوزير فرص تعزيز التعاون وتبادل الخبرات وجذب الاستثمارات المشتركة في مجال الطاقة المتجددة، مشددًا على ضرورة تحسين تكامل سلسلة التوريد لتلبية الطلب المحلي والإقليمي والعالمي. وشجع الشركات الإيطالية على توسيع عملياتها في الولاية، وحث القطاع الخاص على الاستفادة من المشروعات التنموية المهمة.
ونظرا لدور إيطاليا المهم في قطاع التعدين العالمي، وجه الخريف دعوة لفراتين للمشاركة في مؤتمر التعدين الدولي في الرياض مطلع عام 2025، متوقعا مشاركة إيطاليا بشكل كبير.
أعربت وزارة البيئة وأمن الطاقة الإيطالية عن التزامها بدعم التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون من خلال تعزيز الإدارة المستدامة للموارد المعدنية، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية.
وفي اليوم نفسه، عقد الخريف اجتماعات ثنائية مع شركات إيطالية وعالمية رائدة، ركزت على توطين فرص تصنيع السيارات الكهربائية، وتعزيز التعاون في قطاعي الطيران وبناء السفن، واستكشاف حلول التصنيع الذكية.
وسلطت المناقشات الضوء على الفرص الفريدة التي توفرها القطاعات الاستراتيجية الـ 12 التي تشكل قلب الاستراتيجية الصناعية الوطنية والحوافز المصممة لجذب المستثمرين العالميين، وتسهيل خلق القيمة للاقتصاد الوطني.
وفي لقائه مع المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بايش السويسرية لصناعة السيارات الكهربائية، ناقش الخريف إمكانية نقل تقنيات تصنيع السيارات المتقدمة إلى المملكة.
وأكد التزام الدولة بتوطين الصناعة، مشيراً إلى مشروع لوسيد الذي يهدف إلى إنتاج 155 ألف سيارة كهربائية سنوياً بحلول عام 2027، وشركة سيرز التي تهدف إلى إنتاج 170 ألف سيارة بحلول عام 2034.
وأوضح الوزير خطط شركة النمر العربي القابضة لتوطين تقنيات تصنيع الطيران في المملكة خلال المناقشات مع رئيسها التنفيذي، بما في ذلك الإعداد لإنتاج مكونات الطائرات بعد الاستحواذ على شركة بياجيو أيروسبيس، الشركة الرائدة في مجال الطائرات التجارية والطائرات بدون طيار .
كما التقى الخريف بمسؤولين من شركة فينكانتيري، وهي شركة إيطالية لبناء السفن، لاستكشاف سبل التعاون في الصناعة البحرية ومعالجة جميع مراحل سلسلة القيمة من التصميم إلى التسليم.
وفي لقاء مع مدير السوق الدولي في شركة ألمافيفا، ناقش أحدث حلول الأتمتة للمنشآت الصناعية، والتي تهدف إلى زيادة الإنتاجية وتعزيز التعاون في مجال التصنيع الذكي بين المملكة وإيطاليا، بما في ذلك دمج الروبوتات في عمليات التصنيع.
كما تحدث الخريف مع يوسف الميمني، نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي الإيطالي، وأشاد بدور المجلس في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين المملكة وإيطاليا.
وشجع شركات القطاع الخاص الإيطالي على الاستثمار في القطاعات الواعدة في السعودية، خاصة الصناعة والتعدين.