حذرت العشرات من المنظمات غير الحكومية من تدهور الوضع في اليمن الذي مزقته الحرب، والذي يواجه بالفعل أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ويحذر برنامج الأغذية العالمي من أن أكثر من أربعة ملايين يمني سيحصلون على مساعدات غذائية أقل اعتباراً من سبتمبر/أيلول [Getty]
قالت ما يقرب من 50 منظمة غير حكومية في وقت متأخر من يوم الاثنين إن نقص الغذاء وانقطاع التيار الكهربائي وانخفاض العملة يؤثر على الحياة اليومية في اليمن حيث لم تحرز محادثات السلام أي تقدم في استعادة وقف إطلاق النار الذي انتهى قبل عام.
وجاء في بيان وقعته 35 مجموعة يمنية و13 منظمة إغاثة دولية، بما في ذلك المجلس الدنماركي للاجئين ومنظمة إنقاذ الطفولة، أنه “بينما لا تزال التحديات الاقتصادية متفشية في جميع أنحاء البلاد، فإن ارتفاع التضخم وتدهور الخدمات العامة يجعل الحياة لا تطاق”.
وقال البيان إن هذا ينطبق بشكل خاص على “مئات الآلاف من العائلات” في المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليا ومقرها مدينة عدن الجنوبية الرئيسية.
وقال البيان إن انقطاع التيار الكهربائي في عدن قد يستمر لمدة تصل إلى 17 ساعة يوميا، وأن أكثر من 50 بالمئة من الأسر في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة لا تستطيع تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار.
استولى المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014، مما دفع المملكة العربية السعودية المجاورة للتدخل عسكريا في العام التالي لتهميش الحكومة.
ولقي آلاف الأشخاص حتفهم ونزح الملايين لأسباب مباشرة وغير مباشرة في الحرب التي تلت ذلك والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وحذر برنامج الأغذية العالمي في أغسطس/آب من أن نقص التمويل سيؤدي إلى حصول أكثر من أربعة ملايين يمني على مساعدات غذائية أقل بحلول نهاية سبتمبر/أيلول.
وانتهى وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في أبريل/نيسان 2022، في أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2022، على الرغم من عدم حدوث تصاعد كبير في القتال منذ ذلك الحين.
وأدى التقارب المفاجئ بين الخصمين السعودية وإيران في مارس/آذار إلى اجتماعات علنية بين المسؤولين السعوديين والحوثيين، أولا في صنعاء في أبريل/نيسان ثم في الرياض الشهر الماضي.
ووصفت الوفود المحادثات بأنها إيجابية، على الرغم من عدم التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم حتى الآن.
وقتل أربعة جنود من البحرين، العضو في التحالف الذي تقوده السعودية، في هجوم الشهر الماضي ألقت المنامة وواشنطن مسؤوليته على الحوثيين الذين لم يعلقوا على الحادث.
وأدان المتمردون “القصف السعودي” الأخير للمناطق التي يسيطرون عليها في شمال اليمن. ولم يعلق التحالف على هذه الاتهامات.