الرياض: يمثل إطلاق مؤشر حماية الطفل في الأمن السيبراني في المنتدى العالمي للأمن السيبراني تقدمًا تاريخيًا في حماية الأطفال عبر الإنترنت، وفقًا لمركز أبحاث دولي.
أبرز يوهيون بارك، المؤسس والرئيس التنفيذي لمعهد DQ، أن مؤشر تكلفة النقرة يعكس تغيرًا ملموسًا بعد اتفاق الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي بشأن الميثاق الرقمي العالمي، والذي يتضمن حماية الطفل في الفضاء الإلكتروني كمحور رئيسي.
وقال لصحيفة عرب نيوز خلال مقابلة على هامش المنتدى في الرياض: “إن مؤشر تكلفة النقرة هو أول إجراء ملموس بعد هذا الاتفاق، وما نراه هو مستوى عالٍ جدًا من الالتزام بالمضي قدمًا”.
يوفر المؤشر، الذي تم تطويره بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات واليونيسف والشركاء الرئيسيين بما في ذلك WeProtect ومعهد GCF، إطارًا شاملاً لفهم حماية الطفل عبر الإنترنت على المستوى الوطني.
ويستند هذا التقرير إلى سبع سنوات من أبحاث معهد DQ في مجال سلامة الأطفال على الإنترنت، ولكنه يتضمن أيضًا أدوار أولياء الأمور والمدارس وشركات التكنولوجيا والحكومات.
وقال بارك: “إن جمال مؤشر تكلفة النقرة هو أنه ينظر إلى النظام البيئي بأكمله المحيط بالأطفال عبر الإنترنت، من الأسر والمدارس إلى شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واللوائح الحكومية”. وقال إن هذا النهج الشامل يزود البلدان برؤى قيمة حول كيفية القيام بذلك. حقق أقصى استفادة من مواردك لتحسين سلامة الأطفال عبر الإنترنت.
وشدد الرئيس التنفيذي على أن هذه المبادرة ليست مدفوعة بمنظمة أو دولة واحدة فقط، ولكنها نتيجة للتعاون العالمي بين القطاعين العام والخاص.
ويجمع المؤشر المعايير والمقاييس من جميع أنحاء العالم، مما يساعد البلدان على تتبع التقدم الذي تحرزه في الحد من المخاطر السيبرانية التي يتعرض لها الأطفال. وقال: “إننا نقوم بربط النقاط على مستوى العالم، حتى تتمكن الدول من رؤية كيف يمكنها الانتقال من واقع اليوم إلى مستقبل رقمي آمن”.
وشدد بارك على أن أكثر من 70% من الأطفال على مستوى العالم قد تعرضوا لخطر إلكتروني واحد على الأقل، وفقًا لأحدث مؤشر لسلامة الأطفال عبر الإنترنت الصادر عن معهد ديري كوين. ومع ظهور الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يتغير هذا الرقم بشكل كبير مع ظهور مخاطر جديدة.
وقال المسؤول التنفيذي: “سيغير الذكاء الاصطناعي مشهد المخاطر عبر الإنترنت للأطفال، ونتوقع أن تصبح أشكال جديدة من التهديدات شائعة، مثل التزييف العميق الناتج عن الذكاء الاصطناعي وانتشار الأخبار المزيفة”.
وحذر من أنه في حين يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للحد من بعض المخاطر، إلا أنه لديه أيضًا القدرة على تضخيم التحديات القائمة بشكل كبير. “نحن ندخل مرحلة حيث يمكن للجهات الفاعلة السيئة الوصول إلى أدوات أفضل، ويمكن أن تتغير الديناميكيات بسرعة.”
وفي هذا السياق، يعد مؤشر التصنيف المركزي لتكلفة النقرة بمثابة أداة مهمة للبلدان لفهم نقاط الضعف لديها وتنفيذ التدابير اللازمة لحماية الأطفال من هذه التهديدات الناشئة. وقالت بارك “الهدف هو خفض نسبة الـ 70 في المائة إلى الصفر”، مشددة على الحاجة الملحة للتعاون العالمي في معالجة هذه المخاطر.
وأشادت بارك بقيادة المملكة العربية السعودية في تعزيز حماية الأطفال في الفضاء الإلكتروني، ووصفت جهود المملكة بأنها “رائعة” وسريعة التحرك. وقال: “لقد أظهرت المملكة العربية السعودية تقدماً هائلاً في المواطنة الرقمية والرفاهية الرقمية وسلامة الأطفال على الإنترنت منذ عام 2020″، مشيراً إلى قيادة المملكة في عهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورؤية 2030.
وقال بارك إن الموقف الاستباقي للمملكة بشأن حماية الطفل يمهد الطريق أمام بلدان أخرى، حيث تنتقل بسرعة من الكلام إلى العمل.
أحد إنجازات المملكة العربية السعودية هو تطوير إطار وطني لحماية الأطفال على الإنترنت، بما في ذلك خطة لدمج تعليم المواطنة الرقمية في المناهج الوطنية.
وقال بارك: “إذا تم تنفيذ المواطنة الرقمية بدءًا من المدرسة الابتدائية فصاعدًا، فستكون نقطة أساسية لضمان سلامة الأطفال عبر الإنترنت على المدى الطويل”. وشجع وزارة التعليم على جعل محو الأمية الرقمية جزءا أساسيا من التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، مشيرا إلى أن مثل هذه التدابير يمكن أن تضع معايير عالمية.
كما دعا بارك إلى مشاركة أكبر من القطاع الخاص لضمان بيئة رقمية آمنة للأطفال. وقال: “إن شركات القطاع الخاص التي خلقت البيئة الرقمية بحاجة إلى أخذ زمام المبادرة في هذه القضية”. وقال إن المملكة العربية السعودية في وضع جيد لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص على المستويين الوطني والعالمي.
وشدد أيضًا على أن شركات التكنولوجيا الكبرى مثل Google وMeta وAmazon وTikTok وSnapchat يجب أن تعمل معًا لإنشاء تدابير وأنظمة إبلاغ متسقة لتتبع المخاطر السيبرانية التي يتعرض لها الأطفال والحد منها.
وقال: “الأمر لا يتعلق بالمنافسة – بل يتعلق بالتعاون”، وحث شركات التكنولوجيا على الشراكة مع مبادرة الحزب الشيوعي الصيني لضمان الشفافية والمساءلة في مجال الأمن عبر الإنترنت.
وخلصوا إلى أن مؤشر تكلفة النقرة، ومبادرات حماية الطفل الأوسع، تمثل خطوة مهمة إلى الأمام في ضمان حماية الأطفال في عالم يعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي. وقالت: “لهذا السبب يعد التزام الحزب الشيوعي الصيني مهمًا تاريخيًا – نحن بحاجة إلى العمل معًا لوضع الحدود الصحيحة للأطفال في المجال الرقمي”.
وفقًا للمدير التنفيذي، بينما تعمل المملكة العربية السعودية والمجتمع العالمي معًا في هذه المبادرة، سيوفر مؤشر تكلفة النقرة (CPC) بيانات ورؤى قيمة لمساعدة الدول على إنشاء بيئات رقمية آمنة للأطفال.
وقال بارك “إن الاتفاقية هي نقطة بداية للمستقبل، ولكن التغيير الحقيقي يحدث مع التنفيذ، وهنا سيحدث مؤشر تكلفة النقرة فرقا”.