المفسر
وكان الحقل البحري، المعروف باسم أراش في إيران والدرة في الكويت والمملكة العربية السعودية، مصدر خلاف منذ فترة طويلة بين الدول الثلاث.
ولطالما كان حقل الغاز البحري في مياه الخليج محل خلاف بين البلدين اللذين يطالبان بملكيته.
ويقع حقل الدرة للغاز على الحدود البحرية الشرقية للكويت، وتم اكتشافه عام 1967. وتقول إيران، التي تطلق على الحقل اسم آراش، إن الحقل يمتد إلى مياهها الإقليمية.
ووقعت الكويت والمملكة العربية السعودية، اللتان تتقاسمان موارد الغاز والنفط البحرية في المنطقة، اتفاقية في مارس الماضي لتطوير الحقل بشكل مشترك. وبعد أيام، عارضت إيران الصفقة ووصفتها بأنها “غير قانونية” وقالت إنها ستطلق خططها الخاصة لتطوير المخزون.
وفي الأسبوع الماضي، رفضت الكويت والمملكة العربية السعودية مزاعم ملكية إيران بعد أن هددت طهران بمزيد من التنقيب. لكن الكويت أعلنت يوم الخميس أن وزير خارجيتها تلقى دعوة لزيارة إيران.
وإليكم القصة حتى الآن:
ما هي القصة هنا؟
يعود النزاع حول الدرة/آراش إلى ستينيات القرن العشرين، عندما مُنحت كل من إيران والكويت امتيازاً بحرياً، أحدهما لشركة النفط الأنجلو-إيرانية السابقة ــ التي سبقت شركة بريتيش بتروليوم ــ والآخر لشركة رويال داتش شل.
ويتداخل الامتيازان في الجزء الشمالي من الحقل الذي تقدر احتياطياته القابلة للاستخراج بنحو 220 مليار متر مكعب (7 تريليون قدم مكعب).
وقامت إيران بتركيب معدات حفر على الأرض عام 2001، مما دفع الكويت إلى تقديم شكوى إلى المنظمات الدولية. لقد تخلت إيران عن استعداداتها للاستغلال، كما فعلت الكويت، التي أنهت مشاريعها مع السعودية في المنطقة.
ما هو موقف الكويت والسعودية؟
وقالت السلطات الكويتية والسعودية، في بيان مشترك، الخميس، إن “هما وحدهما يملكان الحقوق السيادية الكاملة لاستغلال ثروات هذه المنطقة”.
وجددوا “دعواتهم السابقة والمتكررة للجمهورية الإسلامية الإيرانية للتفاوض” على ترسيم حدودهم البحرية لحل القضية، بحسب البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
وقالت وزارة الخارجية السعودية إنها أعادت التأكيد على ملكيتها المشتركة مع الكويت للموارد الطبيعية في حقل الدرة للغاز، ودعت إيران إلى التفاوض على الحدود الشرقية للمنطقة من خلال اعتبار السعودية والكويت طرفا وحيدا في المفاوضات.
هل كانت هناك أي محاولة للتوصل إلى اتفاق؟
لسنوات، أجرت إيران والكويت مفاوضات غير ناجحة بشأن منطقة الحدود البحرية المتنازع عليها والغنية بالغاز الطبيعي.
وفي الشهر الماضي، دعت الكويت إيران إلى جولة جديدة من المحادثات بعد أن قالت طهران إنها مستعدة لبدء الحفر في الحقل.
لكن المحاولات الأخيرة لاستئناف المفاوضات باءت بالفشل. وكان وزير النفط الكويتي سعد البراك قد أعلن مؤخراً في 27 تموز/يوليو أن بلاده ستبدأ “الحفر والإنتاج” في حقل غاز الدرة دون انتظار اتفاق ترسيم الحدود مع إيران.
ودفع ذلك وزير النفط الإيراني للرد يوم الأحد قائلا إن طهران يمكن أن تواصل العمل في الحقل دون اتفاق.
ونقلت وكالة أنباء شانا الرسمية عن جواد أوجي قوله إن “إيران ستواصل حقوقها ومصالحها فيما يتعلق بالاستغلال والتنقيب” في الحقل “إذا لم تكن هناك رغبة في التفاهم والتعاون”.
وأضاف أوجي أن بلاده أبلغت الكويت استعدادها للعمل والاستثمار المشترك في هذا المجال.
لماذا تشارك السعودية؟
وتشترك السعودية والكويت في حدود، ويضم جزء منها مساحة مشتركة تبلغ عدة آلاف من الكيلومترات المربعة يتقاسم البلدان السيطرة عليها، وفقا لاتفاقية العقير لعام 1922.
وتبين أن هذه المنطقة المحايدة المقسمة تحتوي على عدد من الموارد وتم الاتفاق على تقاسم الموارد البحرية هناك بالتساوي بين البلدين.
وبما أن الدرة/العراش موجودان في هذه المنطقة، فإن مصالح السعودية مرتبطة بحل هذا النزاع.