القاهرة: مع انقشاع الغبار عن دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، يغادر الوفد المصري بثلاث ميداليات فقط.
وحصل أحمد الجندي على ذهبية الخماسي الحديث، وسارة سمير فضية رفع الأثقال، ومحمد السيد برونزية المبارزة.
جاءت أنجح الألعاب الأولمبية لمصر في عام 2020، في ألعاب طوكيو. وحصل الفريق على ست ميداليات، منها ذهبية فريال أشرف في الكاراتيه، وفضية الجندي في الخماسي الحديث، وبرونزية في التايكوندو (هداية ملاك وسيف عيسى)، والمصارعة (محمد إبراهيم كيشو)، وفي الكاراتيه (جيانا فاروق).
سافر أحد أكبر الوفد في تاريخ الألعاب الأولمبية المصرية إلى باريس، بمشاركة 164 رياضيا يتنافسون في 22 رياضة مختلفة، فلماذا تراجع الميداليات؟
وقال الصحافي الرياضي محمد سلطان لصحيفة عرب نيوز: “هناك ضغط مفرط على الرياضيين”.
“ذهب الرياضيون المصريون إلى الألعاب الأولمبية على أمل الفوز بالميداليات. غالبًا ما يؤدي هذا الضغط المفرط إلى التوتر بدلاً من التشجيع. وقد أظهر ذلك بطل المبارزة المصري زياد السيسي، الذي احتل المركز الأول في انضباطه والمفضل للحصول على ميدالية لكنه فشل. وذكر بعد محنته أنه فقد التركيز. »
وأضاف سلطان: “تواجه الرياضة في مصر تحديات كبيرة من حيث التمويل والموارد المخصصة للتدريب والمنشآت الرياضية. ولا شك أن قلة الاستثمار في هذه المجالات تؤثر على الأداء العام للرياضيين. »
ووفقا لسلطان، فإن النجاح الرياضي يتطلب برامج تدريبية صارمة وطاقم تدريب مؤهل تأهيلا عاليا. ومع ذلك، فإن أي ثغرات في أنظمة التدريب والتطوير يمكن أن تؤثر على أداء الرياضي.
من جانبه، قال سامح عبد الحي، من وزارة الشباب والرياضة المصرية، إن المنافسة في البطولات العالمية كانت “شرسة بشكل لا يصدق، مع رياضيين من دول لديها برامج رياضية متقدمة وتحصل على مستويات عالية من الدعم والتدريب”.
وأضاف أن الإدارة الفعالة والتخطيط الاستراتيجي ضروريان للنجاح الرياضي، مكررا وجهة نظر سلطان بأن أي أوجه قصور يمكن أن تؤثر سلبا على الأداء. كان على بعض أعضاء الوفد مواجهة تحديات أخرى، مثل حمل المبارزة وزيادة وزن الملاكم. وعلى الرغم من أن مثل هذه المشاكل ليست غير شائعة، إلا أن التغطية الإعلامية المبالغ فيها أدت في نهاية المطاف إلى تشتيت انتباه الرياضيين الآخرين.
وقال الكابتن أسامة عرابي، لاعب النادي الأهلي المصري السابق، في تصريح: “المنتخب المصري لكرة القدم كان على وشك تحقيق إنجاز مهم، خاصة بعد الوصول إلى نصف النهائي. وكان أداؤها في البطولة جديراً بالثناء، وقد نالت التشجيع والدعم من الجمهور المصري خلال مبارياتها. لكن بعد الهزيمة 6-0 أمام المغرب، أصبحت الأزمة واضحة.
وأضاف: «الجمهور المصري انتقد الفريق بشدة، وهو ما كان له تداعيات ليس عليهم فقط، بل على بقية أعضاء الوفد أيضًا. ونتيجة لذلك جاءت بعض النتائج مخيبة للآمال باستثناء الجندي وسارة سمير اللذين أنقذا كبرياءنا. »
وقال إن فريق كرة اليد كرر العديد من نفس الأخطاء في البطولات السابقة، على الرغم من الدعم القوي من الهيئات الرياضية المصرية.
واختتم عرابي حديثه قائلاً: “في الماضي قلنا أن مصر تتفوق في الألعاب الفردية لكنها تعاني في الألعاب الجماعية”.
“ومع ذلك، في أولمبياد باريس، شعرت أن كرة القدم، وهي رياضة جماعية، كانت قريبة جدًا من الفوز بميدالية، لكن لم يكن هذا ما كان من المفترض أن يحدث. »