ومؤخراً، انضمت مصر إلى البريكس. وهنا يمكننا أن نجد العديد من الخطوات التالية التي يتعين على الصين ومصر التركيز عليها فيما يتعلق بالتعاون. إن عضوية مصر في مجموعة البريكس مع الصين تجلب العديد من الفرص والفوائد، خاصة فيما يتعلق بالتنمية والتجارة والاستثمار. وباعتبارها أحد أهم المراكز الاقتصادية في العالم، فهذه فرصة للقاهرة لزيادة معدلات التجارة والاستثمارات المشتركة. لأن إحدى المبادرات التي تشارك فيها دول البريكس حاليًا هي تحويل التجارة إلى عملات بديلة قدر الإمكان، سواء كانت عملة وطنية أو إنشاء عملة مشتركة، ومصر مهتمة جدًا بهذا السؤال. فإلى جانب أهمية الانتماء إلى تكتل يضم الصين كقوة كبرى، فإنه يحمي المصالح السياسية والاقتصادية للدولة المصرية ويضيف المزيد من التعاون وتبادل الخبرات. وخاصة الاستفادة من ميل دول البريكس للتفاوض بالعملات المحلية أو العملات الأخرى غير الدولار الأمريكي، وهو أمر تحتاجه القاهرة في ظل مشكلة النقد الأجنبي، وبالتالي تنويع سلة العملات الأجنبية.
كما أن عضوية البريكس سوف تقلل من هيمنة الدولار في المدفوعات، وهي النقطة التي تمت مناقشتها في قمم البريكس السابقة. خاصة مع اشتداد الجدل بعد ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية والحرب الروسية الأوكرانية، مما أدى إلى ارتفاع العملة الأمريكية، فضلا عن تكلفة السلع المقومة بالدولار، من خلال زيادة استخدام العملات الوطنية للأعضاء التجاريين. وإنشاء نظام دفع مشترك. يعتبر هدف إنشاء عملة مشتركة مشروعًا طويل المدى.
لقد نجحت مجموعة البريكس، بفضل الجهود التي بذلتها الصين، في إرساء قواعد اقتصادية عالمية تعمل على تحقيق التوازن بين المؤسسات الغربية. منذ إنشاء مجموعة البريكس، سعت الدول الأعضاء فيها، وأبرزها روسيا والصين، إلى تطوير نموذج اقتصادي جديد من شأنه أن ينهي الهيمنة الأحادية القطب ويفتح الباب أمام استراتيجية اقتصادية جديدة متعددة الأقطاب. ولهذا السبب دعمت الصين عضوية مصر الجديدة في عملية توسيع مجموعة البريكس مع العديد من الدول النامية الأخرى.
ونرى أن استخدام العملات الأخرى مثل اليوان الصيني والروبل الروسي سيخفف الضغط على الدولار الذي تجد الدولة حاليا صعوبة كبيرة في الحفاظ عليه، خاصة مع الارتفاع غير المسبوق للدولار. ويبلغ رأس مال هذه المجموعة 100 مليار دولار من الدول الأعضاء، وستكون هناك إضافات أخرى. ولذلك سيكون لديها وسائل تمويل على المستوى العالمي والاقتصاد الدولي، ومن هذا المنطلق ستتمكن مصر من تحقيق طفرة تجارية مع بقية الدول الأعضاء.
إن دخول دول جديدة إلى المجموعة يمكن أن يغير التوازن الجيوسياسي للكتلة. وبطبيعة الحال، تشترك دول البريكس، مثل الصين، في المطالبة بتوازن اقتصادي وسياسي عالمي متعدد الأقطاب، والصين في المقدمة. ومن بين الدول التي تتنافس على العضوية دول عدم الانحياز تقليديا، مثل إندونيسيا وإثيوبيا. ولكن هناك أيضًا دول معادية بشكل علني للولايات المتحدة وحلفائها، مثل إيران وفنزويلا.
ومن المتوقع أن توفر مجموعة البريكس مع الصين العديد من الفوائد للدول النامية، وخاصة الدول الأفريقية، حيث تمثل العضوية خطوة ستوفر للدول النامية صلاحيات وقنوات تمويل هائلة، مما سيعزز ثقة المجتمع الدولي وشركائه. . المؤسسات المالية، وكذلك وكالات التصنيف الائتماني في اقتصادات البلدان النامية. بما في ذلك مصر.
وستقدم عضوية مصر إلى جانب الدول الأفريقية والنامية في مجموعة البريكس، وعلى وجه الخصوص الصين، مجموعة من التسهيلات، منها: المنح والقروض المدعومة بأسعار فائدة مخفضة، بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرات الاقتصادية للدول المشاركة. الدول وتمويل الاستثمار إن انضمام العديد من الدول الإفريقية والنامية إلى تحالفات مختلفة سيسمح لها بتنويع مصادر دخلها واقتراضها، وسيكون من الأفضل لها الانفتاح على الآخرين.
وستساعد عضوية مصر في مجموعة البريكس في تأمين احتياجاتها مع الدول النامية من المنتجات الأساسية مثل القمح من روسيا والأجهزة الإلكترونية من الهند والصين، وكذلك القهوة والشاي من دول أخرى، مثل البرازيل، والمواد الخام وغيرها من التحالفات. وستكون هناك أيضًا معاملة تفضيلية في العلاقات التجارية مع الدول التي تعتبر شركاء وحلفاء داخل تحالف البريكس، على عكس الدول الأخرى.
ونتيجة لهذا فإن المخاوف الغربية، وخاصة الأميركية، تتزايد فيما يتصل بالجهود الرامية إلى توسيع عضوية مجموعة البريكس. إن أهم المخاوف الغربية والأميركية بشأن انضمام وتوسيع عضوية العديد من الدول النامية إلى مجموعة البريكس وعلى رأسها الصين، تكمن في التخوف من زيادة حجم التعاون الاقتصادي بين دول المجموعة، وهو ما قد يقابله إلى مجموعة البريكس. قوة الكتل الغربية والمساهمة في القضاء على هيمنتها مما يدعم توجهات نظام اقتصادي عالمي متعدد الأقطاب. إن الدول المؤسسة لمجموعة البريكس لا تتصرف من منظور أمريكي متعالي تجاه الدول النامية، بل حريصة على المساهمة في تقدم هذه الدول وتنميتها.
ارتفعت أسهم “مجموعة البريكس” في الآونة الأخيرة في وسائل الإعلام عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وتسعى عدة دول للانضمام إلى كتلة تحقق نوعا من القطبية الاقتصادية، لا سيما مع سعي روسيا إلى شركاء داعمين في مواجهة القوى الغربية. . العقوبات الاقتصادية وتفضيل مجموعة من الدول الحفاظ على علاقات قوية مع موسكو وعدم مشاركة الغرب في دعمها لأوكرانيا. وهو ما شجع روسيا بشكل كبير على توسيع المجموعة حتى تحولت إلى أداة ضغط سياسي، خاصة وأن روسيا واجهت عزلة دولية أثناء غزوها لأوكرانيا، وأن العديد من الدول الصديقة لها لم تعارض قرارات الأمم المتحدة التي تدين الغزو.