الكويت: تحتل الكويت حاليا المرتبة الأدنى في العالم في اعتماد السيارات الكهربائية، حيث أن أقل من 1٪ من سيارات الركاب هي سيارات كهربائية، كما لاحظ أندري أوتيسن، الأستاذ المساعد في الجامعة الأسترالية من الكويت. وقال إن هناك 450 مركبة كهربائية مسجلة في الكويت فقط. ويعزى هذا المعدل المنخفض بشكل أساسي إلى غياب محطات الشحن السريع العامة وارتفاع أسعار السيارات الكهربائية والعديد من العوامل الأخرى، كما أشار أوتيسن خلال مقابلته مع صحيفة كويت تايمز.
التحديات التي يجب التغلب عليها
وتحدث أوتيسن بالتفصيل عن التحديات الموضحة في ورقته البحثية بعنوان “مواقف السائقين تجاه السيارات الكهربائية في الكويت”، والتي شارك في تأليفها باسل الزغول، الأستاذ المشارك في الجامعة العربية المفتوحة في الكويت (AOU)، وسمية البنا، الأستاذ المساعد في الجامعة العربية المفتوحة. وسلط الضوء على عقبة رئيسية أمام الراغبين في امتلاك سيارة كهربائية في الكويت، وهي عدم وجود محطات شحن سريعة عامة قادرة على شحن السيارات الكهربائية بكفاءة في أقل من 20 دقيقة.
وأشار إلى أن الكويت لديها حاليا 40 محطة فقط، جميعها تعمل ببطء، ويستغرق شحن السيارة بالكامل ما يقرب من أربع ساعات. وأرجع البطء إلى ظروف الحرارة الشديدة في الكويت والتي تعيق قدرة المحطات على العمل بكامل طاقتها. وقال أوتيسن: “نحن نبحث حاليًا عن حلول لتبريدها لتحقيق الأداء الأمثل”، في إشارة إلى الجهود التعاونية مع وزارة الكهرباء والماء لمعالجة هذه المشكلة.
وهناك تحد كبير آخر يتمثل في ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية، والتي تعد أغلى بنحو 30% من سيارات البنزين بسبب التكلفة الإضافية لبطارياتها. وأشار أوتيسن إلى أنه حتى أولئك الراغبين في الاستثمار في السيارات الكهربائية ما زالوا مترددين بسبب عدم اليقين بشأن متانة البطاريات، خاصة في مناخ الكويت القاسي.
بالإضافة إلى ذلك، حدد أوتيسن عاملاً آخر يعيق اعتماد السيارات الكهربائية على نطاق واسع في الكويت، وهو القيود التي يفرضها أصحاب العقارات على المستأجرين، الذين هم في الغالب من الوافدين، والذين يشكلون غالبية السكان. تمنعهم هذه القيود من تركيب صناديق مكبر الصوت المنزلية الأساسية لتقليل وقت الشحن من حوالي 30 ساعة إلى ست ساعات. ولذلك، فإن ملكية السيارات الكهربائية مخصصة في المقام الأول للمواطنين الكويتيين الذين يمتلكون منازلهم.
اقتراحات للحلول المحتملة
ولمواجهة هذه التحديات، اقترح أوتيسن والمؤلفون عدة حلول. أولاً، أوصوا بأن تقدم الحكومة حوافز مالية لشراء السيارات الكهربائية، مثل إلغاء ضرائب الاستيراد وإعفاء المركبات الكهربائية من ضريبة القيمة المضافة عند إدخالها إلى الكويت، فضلاً عن توفير محطة شحن سريع واحدة على الأقل للكهرباء. المركبات في كل محطة بنزين بحلول عام 2024. بتمويل من الحكومة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على تجار السيارات تقديم ضمان لمدة 12 عامًا على عمر البطارية. أما أصحاب العقارات فيجب منعهم من منع تركيب صناديق الحائط، حيث شبه أوتيس ذلك بسهولة تركيب غسالة.
وسلط أوتيسن الضوء على الخصائص الفريدة للسيارات الكهربائية، والتي لها تأثير إيجابي ملحوظ على البيئة من خلال إنتاج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الضارة بنسبة صفر، وتتطلب الحد الأدنى من الصيانة بسبب انخفاض عدد الأجزاء المتحركة مقارنة بسيارات البنزين، مما يوفر سرعة عالية بشكل لا يصدق وعرض محرك هادئ.
ولذلك، دفعت هذه الخصائص المؤلفين إلى استنتاج أن التغلب على العوائق الأساسية يمكن أن يحدث ثورة في مبيعات السيارات الكهربائية، مع وجود أدلة قوية تشير إلى أن ما يصل إلى 50% من السائقين الذين شملهم الاستطلاع أعربوا عن اهتمامهم بالتحول إلى السيارات الكهربائية. يمكن أن يؤدي هذا التحول إلى تقليل البصمة الكربونية للكويت بشكل كبير، مما قد يغير تصنيفها العالمي من حيث نصيب الفرد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كما تظهر نتائج الدراسة.