حق الوصول إلى المعلومات والتحول الرقمي في الكويت

0 minutes, 0 seconds Read

بواسطة عبدالرحمن الهاجر

جولات الكويت، الكويت، 2017. المصدر: فرانس سيليس، فليكر.

يؤثر الاتجاه الواسع النطاق للتحول الرقمي على الدول في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الكويت. وفق البيانات المتاحةوفي عام 2019، استخدم 99.54% من سكان الكويت الإنترنت بشكل نشط. تراقب الحكومة المحلية هذه الظاهرة عن كثب وتريد أن تتحول إلى حكومة ذكية للعمل بشكل أكثر نشاطًا عبر الإنترنت. أنشأت الدولة هيئة تنظيم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (CITRA) والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات (CAIT) للمساعدة في تحقيق الرؤية الجديدة للمدينة الذكية بحلول عام 2035.

ومع ذلك، أفاد الباحثون أن 70% من جميع مبادرات التحول الرقمي تفشل، مما يؤدي إلى خسائر قدرها 900 مليار دولار. بالإضافة إلى ذلك، قد ينشأ عائق كبير أمام هذه العملية إذا كان وصول المواطنين إلى المعلومات محدودًا. وفي الكويت، صدر القانون رقم 12 بشأن حق الوصول إلى المعلومات (2020) لتنظيم هذه الظاهرة ومكافحة الفساد في الجهاز الحكومي. يحدد هذا القانون المعلومات التي يجب نشرها على المواقع الإلكترونية للكيانات والبيانات التي يجب أن تظل سرية. وبعبارة أخرى، يجب على الحكومة تحقيق التوازن بين جعل المعلومات في متناول الجميع ووضع إجراءات محددة لمنع الفساد. الكشف عن البيانات الحساسةلذلك، فمن المعقول إجراء بحث لدراسة كيفية تأثير القانون المختار على التحول الرقمي في الكويت.

ومن المناسب أولاً التعليق على الطريقة التي يعالج بها القانون الكويتي مسألة الوصول إلى المعلومات. في عام 2020، القانون رقم 12 يبدو أن مشروع القانون المتعلق بالحق في الوصول إلى المعلومات يحكم القضية قيد النظر. يتضمن هذا التشريع سبعة فصول و17 مادة تقدم تعريفات للمصطلحات، وتعلق على حق الأفراد في الوصول إلى المعلومات، وتطلب من الكيانات الكشف عن المعلومات، وتشرح المعلومات التي لا يمكن الكشف عنها. تم إنشاء هذا التشريع ليتوافق مع الالتزامات الدولية لتعزيز النزاهة والشفافية وتعزيز التدفق الحر للمعلومات ومكافحة الفساد. ورغم أن هذا النهج يبدو فعالا، موريسون وجريمشو نعترف بأن النظام القانوني الكويتي يفتقر إلى المصطلحات الشاملة.

لا يتضمن الدستور الكويتي أي نص صريح بشأن حق المواطنين في الحصول على المعلومات. ومع ذلك، تنص المادة 36 على أن لكل شخص الحق في التعبير عن رأيه. يوضح تحليل الممارسة القانونية الدولية أن حرية الرأي تتماشى مع حق المواطنين في الوصول إلى المعلومات. بالخصوص، المادة 10 تنص المادة 10 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان على أن الحق في حرية التعبير يشمل حرية “تلقي المعلومات والأفكار ونقلها دون تدخل من السلطات العامة”. نفس الفكرة موجودة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة. وبالإضافة إلى ذلك، أصدرت المحكمة العليا في اليابان حكمًا أنظمة لتأكيد وجود ترابط متكامل بين أنواع الحرية المختلفة. وتبين هذه المعلومات أنه من المعقول تحليل ما إذا كانت الكويت تفي بالفعل بالتزامها بمنح هذه الحقوق لمواطنيها.

وفي القانون الإنجليزي نجد نهجا مماثلا للمسألة التي تم تحليلها. وبادئ ذي بدء، ينبغي توضيح أن التشريعات الوطنية تؤكد على أهمية حماية الحريات وحقوق الإنسان. ولهذا السبب صدر قانون حرية المعلومات في عام 2000 القاعدة التي بموجبها السلطات العامة المواطنون ملزمون بنشر معلومات محددة، بينما يحق للمواطنين طلب هذه المعلومات. وفي الوقت نفسه، يوضح ميثاق الأمم المتحدة الخاص بالحقوق المدنية والسياسية أن حقوق الإنسان لا يمكن تقييدها إلا إذا كان الشخص ينوي الإضرار بالأمن القومي أو النظام العام. ولهذا السبب يخصص نص القانون المختار الجزء الثاني للاستثناءات موضحًا الحالات المحددة التي لا يمكن فيها الكشف عن المعلومات. توضح الأدلة المتاحة أن قانون حرية المعلومات فعال لأنه يحمي بشكل كامل البيانات مجهولة المصدر من الكشف عنها. ويشير هذا البيان إلى أن المملكة المتحدة نجحت في إيجاد التوازن اللازم بين احترام حرية المواطنين وحماية البيانات الحساسة.

وفي فرنسا، يشبه النهج المتبع في موضوع التحقيق النهج المتبع في القانون الإنجليزي. تتخذ اللجنة الاستشارية الوطنية لحقوق الإنسان تدابير محددة لضمان احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وينطبق هذا الوصف أيضًا على حرية المواطنين في الوصول إلى المعلومات. ولهذا السبب أصدرت الدولة قانون حرية الوصول إلى الوثائق الإدارية عام 1978. وتنص هذه الوثيقة على أن لجميع المواطنين الحق في الوصول إلى الملفات والتقارير والدراسات والسجلات والمحاضر والإحصائيات وغيرها من عناصر المعلومات التي تنشرها الجهات الرسمية. ويعتبر هذا القانون فعالا لأنه يحدد بوضوح التزامات الجهات الرسمية وحريات الأفراد وحقوقهم. وفي الوقت نفسه، ينبغي أن نتذكر أنه يجب توافر شروط محددة لتبرير تقييد الحقوق والحريات. ويشبه القانون الفرنسي قوانين أخرى حول الموضوع معمول بها في دول أخرى، لكنه فشل لأنه لم يحدد الحالات التي كان ينبغي فيها الحد من الكشف عن المعلومات. وتحقيقا لهذه الغاية، تم اعتماد ونشر قوانين إضافية.

وتنص المبادئ والاتفاقيات الدولية، وكذلك قرارات المحكمة العليا، صراحة على وجود صلة وثيقة ومباشرة بين حرية التعبير وحق المواطنين في الوصول إلى المعلومات. وبما أن هذه الحرية مدعومة بالوثائق والمتطلبات الرسمية، يتعين على الدول مراعاة هذا الجانب ووضع القوانين المناسبة. وهذه المعلومات تهم جميع دول العالم، بما في ذلك الكويت وفرنسا والمملكة المتحدة، مما يعني أن هذه الدول يجب أن تبذل قصارى جهدها لتزويد مواطنيها بالوصول الفعال إلى المعلومات. ومع ذلك، هناك قلق كبير حيث يتعين على الحكومات معالجة هذه المشكلة والتأكد من عدم تسرب البيانات السرية. ويجب الاعتراف بأن القيود الصارمة يمكن أن تصبح عقبات مؤثرة أمام التحول الرقمي. يبرر هذا الوصف الحاجة إلى دراسة كيفية تعامل الدول الثلاث مع القضية التي تم تحليلها.

نسخة قابلة للطباعة، PDF والبريد الإلكتروني
author

Aalam Aali

"هواة لحم الخنزير المقدد المتواضع بشكل يثير الغضب. غير قادر على الكتابة مرتديًا قفازات الملاكمة. عشاق الموسيقى. متحمس لثقافة البوب ​​الودو"

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *