الرياض: الأغاني العربية الخالدة والشعر الصادق تلهم الفن الرقمي لغادة الشمري، الذي يسلط الضوء على ثقافة المملكة ومجتمعها.
وكان أول عمل للشمري في عام 2017 مستوحى من أغنية سعودية شعبية لماجد العيسى تسمى “هواجيز” والتي تعني “اهتمامات” باللغة الإنجليزية.
قدم الفيديو الموسيقي تعليقًا على المجتمع باستخدام السخرية، حيث ظهر نساء يقدن السيارات ويتزلجن ويلعبن كرة السلة – وهي الأنشطة التي لم يكن من السهل على النساء الوصول إليها في ذلك الوقت.
وقال الشمري لصحيفة عرب نيوز: “لقد أحببت الطريقة التي صوروا بها النساء بالعباءة السعودية التقليدية، مما دفعني إلى رسمها”.
واستلهمت الشمري في أحد أعمالها قصيدة للأيقونة الأدبية الأمير بدر بن عبد المحسن وأداها شعبيا المطرب السعودي الراحل طلال مداح.
يصور الرسم رجلاً ينظر إلى امرأة وعيناها متجهمتان، وبينهما عود، وعنوان أغنية “Pardon Me” لعام 1980 مكتوب باللغة العربية فوق الرسم التوضيحي.
وقالت الفنانة السعودية إنها حاولت أن تلتقط مشاعر الشاعر من خلال أعمالها، مضيفة: “الأغاني الرومانسية التي تصف محبوبة الشاعر ألهمتني بشكل خاص”.
الشمري مستوحى من جمال ثقافة المملكة. تصور العديد من أعمالها نساء يرتدين الفساتين والعباءات التقليدية ذات الطراز النجدي ذات الصور الظلية وأغطية الرأس والعمامات الذهبية المتلألئة.
تم تصوير الرجال بملامح ملفتة للنظر ويرتدون ملابس تقليدية مثل أغطية الرأس التي تسمى الغترة أو الشماغ، والبشت، وهو المعطف الرجالي الذي يرتديه الرجال عادة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.
“كان للثقافة والتقاليد السعودية تأثير كبير على عملي. قال الشمري: “عندما كبرت، كنت أنظر إلى المملكة العربية السعودية باعتبارها ما يحيط بي من حيث البيئة والعادات والتقاليد”.
وعندما غادرت مسقط رأسها حفر الباطن لتستقر في العاصمة الرياض، قالت الشمري إن صداقاتها ومعارفها أظهرت لها عالما جديدا من الأفكار التي ارتقت برؤيتها الفنية.
وأضافت: “لقد تبادلوا قصصًا عن منطقتهم ومعالم مهمة وقصص رائعة كانت فريدة من نوعها في منطقتهم. وقد شجعني ذلك على معرفة المزيد عن بلدي والاستمتاع برسم التنوع والاختلاف الذي اكتشفته في أعمالي.
“المملكة العربية السعودية مليئة بالأشياء المثيرة وتنوعها هو أكثر ما يبهرني. تتمتع كل منطقة بتراثها وتقاليدها وهندستها المعمارية ولهجتها الفريدة، مما يجعلني أرغب في تعلم المزيد وإنشاء أعمال تعكس هذا التنوع الجميل.
وقالت الشمري إنها تختار مجموعات ألوان معينة لإثارة المشاعر التي تريد نقلها، وتختار الألوان الأكثر إشراقا لأعمالها المبهجة والنابضة بالحياة.
تخرج الشمري من كلية الفنون والتصميم بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بدرجة بكالوريوس في الفنون الجميلة.
وأضافت: “اكتشفت من خلال هذا التخصص العديد من الجوانب الفنية والتاريخية، وتعرفت على فنانين مختلفين وفهمت أفكارهم وفلسفاتهم، وهو ما غير وجهة نظري تجاه أعمالي. »
بدأ حبها للفن عندما كانت طفلة، عندما كانت ترسم شخصيات من الرسوم المتحركة والرسوم المتحركة المفضلة لديها.
قال الشمري: “بدأت التركيز على الرسم من الناحية التعليمية في سن الثانية عشرة من خلال دروس يوتيوب حول رسم الأنمي والكارتون، وهو ما أطلق شرارة رحلتي الفنية”.
وأضافت أن الفن مهم لأنه يسلط الضوء على الجانب الثقافي للبلد وتراثه، وينقل تاريخه وتقاليده التي تساعد في تحديد الحياة في الماضي والحاضر.
وقالت: “هذه طريقة للحفاظ على هذا التراث ونقله من جيل إلى جيل، سعياً إلى توثيق المعرفة والذكريات.
علاوة على ذلك، ومن الناحية الاقتصادية، يُنظر إلى الفن على أنه وسيلة لجذب السياح المهتمين باكتشاف البلاد وحضارتها. »
لمزيد من المعلومات حول الفنان، قم بزيارة حسابه على Instagram @gh.oi.