عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين الحكومة والرياضة
ومع ذلك، فإن هذا النوع من العلاقة الرسمية بين زعيم اللجنة الأولمبية الوطنية والحكومة الوطنية يثير تساؤلات بالغة الأهمية حول تضارب المصالح، وتساؤلات حول الولاء وما يسمى باستقلال الرياضة الذي تروج له الحركة الأولمبية بحماس.
في 31 أكتوبر 2014، اعترف أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة باستقلالية الرياضة واستقلالها من خلال اعتماد قرار “الرياضة من أجل التنمية والسلام”. ورحب توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، بهذا القرار باعتبارها “خطوة تاريخية في العلاقة بين الرياضة والسياسة”.
وشدد توماس باخ على أهمية العزيمة واستقلالية الرياضة، قائلاً: “يجب أن نشكل شراكات مع المنظمات السياسية على أساس هذا الاعتراف باستقلالية الرياضة. ويمكن للعلاقات الممتازة بين الأمم المتحدة واللجنة الأولمبية الدولية في هذا الصدد أن تكون مثالاً للعلاقات على المستوى الوطني بين اللجان الأولمبية الوطنية والحكومات الوطنية. وتتطلب هذه العلاقة مع الحكومات أن تظل الرياضة دائما محايدة سياسيا.
وبعد مرور عام، في مؤتمر “العب اللعبة” في آرهوس، الدنمارك، قال باكيريت جيرار زابيلي، الذي كان آنذاك رئيس قسم الأخلاقيات والامتثال في اللجنة الأولمبية الدولية: وأكد مجددا موقف اللجنة الأولمبية الدولية الثابت بشأن استقلالية الرياضة. وأوضحت أن التدخل الحكومي في شؤون الشركات النفطية الوطنية “يجب ألا يحدث”.
يتوافق بيان زابيلي مع القاعدة 27 من الميثاق الأولمبي، والتي تحدد مهمة ودور اللجان الأولمبية الوطنية. على الرغم من أن القاعدة 27 تسمح بالتعاون بين المؤسسات الحكومية والشركات النفطية الوطنية، إلا أنها تتطلب من الشركات النفطية الوطنية مقاومة الضغوط السياسية والاقتصادية الخارجية بقوة.
وفي 22 مايو 2023، حصلت الحركة الأولمبية على الدعم استقلالية الرياضة من قبل زعماء مجموعة السبع: مجموعة السبع “تحترم تماما استقلالية المنظمات الرياضية”.
ومع ذلك، يبدو أن اللجنة الأولمبية الدولية تتعامل مع قواعدها باستخفاف عند التعامل مع الدول الاستبدادية، كما يتضح من التحقيق الذي أجرته العب اللعبة لعام 2017، والتي أظهرت ذلك كانت واحدة من كل سبع لجان أولمبية وطنية تعتمد سياسيًا على حكومتها.
وقد يفسر هذا سبب إمكانية قيام وزير الرياضة السعودي، وهو مسؤول حكومي، بقيادة اللجنة الأولمبية الوطنية في المملكة في نفس الوقت وشغل مناصب أخرى في الرياضة الأولمبية، مثل نائب رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي.
إلا أن ذلك يثير العديد من التساؤلات حول دور الأمير عبد العزيز بن تركي آل سعود. هل سيكون مستعدًا وقادرًا على الدفاع بشكل فعال عن استقلالية اللجنة الأولمبية الوطنية كوزير وممثل للحكومة إذا نشأ موقف تتباين فيه مصالح الحكومة ومصالح الحركة الأولمبية سياسيًا؟
الأميرة والدبلوماسية والقائدة الرياضية
ومن المسؤولين الحكوميين السعوديين الآخرين الذين يعملون في أروقة الرياضة العالمية الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، أحد أفراد آل سعود. وهي سفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، حيث تولت منصبها في 23 فبراير 2019، لتصبح أول سفيرة في تاريخ البلاد.