مكة المكرمة: تتعاون هيئة التراث السعودي مع مؤسسة الملك عبد العزيز للأبحاث والمحفوظات وجامعتين بلجيكيتين – جامعة لوفين وجامعة كاليفورنيا – لنشر كتاب وإنتاج فيلم وثائقي لإحياء ذكرى البعثة الأثرية التي تم تنفيذها في عهد الملك عبد العزيز.
ويهدف المشروع المسمى “توثيق المحتوى العلمي لمهمة ريكمان” إلى ترجمة النصوص المكتوبة بخط اليد الفرنسية إلى العربية والإنجليزية والهولندية ورقمنة الوثائق لتوزيعها على نطاق أوسع. سيتم نشر الكتاب بجميع اللغات المذكورة أعلاه.
ويتتبع الفيلم الوثائقي الذي يحمل عنوان “على خطى ريكمانز” رحلة البعثة ويضم فريقًا من الخبراء من كلا البلدين. ستبدأ الرحلة من جدة، وتمر بعدة مواقع رئيسية وتنتهي في الرياض.
ضمت البعثة التي استمرت أربعة أشهر من عام 1951 إلى عام 1952، غونزاغو ريكمانز، أستاذ اللغات السامية؛ وفيليب ليبنس، المتخصص في الفن والنقوش القديمة؛ وجاك ريكمانز، المشهور بخبرته في علم اللغة المقارن، في تاريخ الحميري واللغات العربية الجنوبية والسبئية القديمة؛ وعبد الله فيلبي المستكشف.
وقطع المستكشفون مسافة تزيد عن 5000 كيلومتر عبر المناطق الغربية والجنوبية والوسطى من المملكة. تم توثيق كل مرحلة من مراحل الرحلة الاستكشافية بعناية. وتمكن الفريق من فهرسة حوالي 12 ألف نقش، على الرغم من التحديات التي فرضتها التضاريس الوعرة للعديد من المناطق التي مروا بها.
وأكد الدكتور سليمان الثقفي، أستاذ الكتابة العربية القديمة والمستشار الثقافي بمركز الملك فيصل، على الأهمية الثقافية للاستكشاف.
وسلط الضوء على الاستقرار والأمن الذي سادت المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبد العزيز. وقال: “إن قيام الباحثين البلجيكيين بقيادة عبد الله فيلبي برحلة بهذا الحجم هو شهادة على أمن وازدهار الأمة في ذلك الوقت”.
وتمتد أهمية المهمة إلى ما هو أبعد من علم الآثار، حيث قام المستكشفون بتوثيق المجتمع السعودي وجغرافيته وملابسه وتقاليده وحياته اليومية. وهذا يشكل منجمًا غنيًا بالمواد للباحثين.
وأوضح الثقفي أن جاك ريكمان يعتبر من رواد دراسات الكتابة العربية الجنوبية وهو مؤلف أول كتاب عنها.
أما غونزاغ ريكمانز فهو من كبار الخبراء في مجال الكتابات العربية القديمة. وأبحاثه ودراساته الناتجة عن هذه الرحلة عديدة. أشرف على دراستي عندما كنت طالباً في جامعة لوفان في بلجيكا.
“إنه شخصية متميزة وعالم بارز. وأضاف: “لذا فإن لهذا المشروع أهمية كبيرة لأنه يسلط الضوء على العمق التاريخي والأثري للمملكة العربية السعودية ودور مواطنيها في بناء تراثها الحضاري، وهو كنز يجب أن نكن له تقديراً عالياً”.
وسلطت علياء الفياض، المحاضرة في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود، الضوء على جاذبية المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة للباحثين الغربيين بسبب كنوزها الأثرية وتنوعها الثقافي الغني.
وأوضحت أن “البعثة البلجيكية لم تقم فقط بجرد النقوش القديمة والفنون الصخرية، ولكنها سجلت أيضًا جوانب مختلفة من المجتمع السعودي ومناطقه في الخمسينيات من القرن الماضي”.
“مدمن تلفزيوني غير اعتذاري. مبشر ويب عام. كاتب. مبدع ودود. حل مشاكل.”