الرياض: ارتفعت التسهيلات الائتمانية المقدمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر في المملكة العربية السعودية بنسبة 17.04 في المائة على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2024، ليصل إجماليها إلى 307.4 مليار ريال سعودي (82 مليار دولار)، وفقًا للبيانات الحديثة.
وأفاد البنك المركزي السعودي، المعروف باسم مؤسسة النقد العربي السعودي، أن 94 في المائة منها قدمتها البنوك السعودية، بينما ساهمت شركات التمويل بنسبة 6 في المائة المتبقية.
وشكلت هذه التسهيلات 8.8% من إجمالي محفظة القروض للبنوك و19.5% من المحفظة الائتمانية لشركات التمويل. وتحث الحكومة المؤسسات المالية على تخصيص 20% من محفظة قروضها لهذا القطاع، مما يدل على الدعم القوي والمستمر لهذه الشركات.
وقد أدت الإصلاحات الأخيرة في المملكة العربية السعودية إلى تبسيط عمليات الاستثمار وبدء التشغيل، مما أدى إلى زيادة حصة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي من 21 في المائة في عام 2013 إلى 35 في المائة بهدف رؤية 2030.
وفي الربع الثاني، حصلت المؤسسات المتوسطة على الحصة الأكبر من التسهيلات الائتمانية، بإجمالي 54 في المائة أو 167.31 مليار ريال.
وعلى وجه الخصوص، شهدت المؤسسات الصغيرة نموًا كبيرًا، حيث حققت زيادة بنسبة 45.53 في المائة في القروض لتصل إلى 33.7 مليار ريال سعودي، على الرغم من انخفاض الحصة الإجمالية.
ونمت القروض المقدمة للمؤسسات الصغيرة، والتي تشكل 35 في المائة من تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، بنسبة 26.84 في المائة إلى 106.39 مليار ريال خلال نفس الفترة.
وتعرف المنشآت متناهية الصغر بأنها تلك التي تحقق إيرادات تصل إلى 3 ملايين ريال سعودي، ويعمل بها ما لا يزيد عن خمسة موظفين.
وتتراوح إيرادات المنشآت الصغيرة من 3 ملايين إلى 40 مليون ريال، وقد توظف ما يصل إلى 49 عاملاً، بينما تحقق المنشآت المتوسطة إيرادات تتراوح بين 40 مليون ريال إلى 200 مليون ريال، وتوظف من 50 إلى 249 شخصاً.
يشهد قطاع المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في المملكة العربية السعودية نمواً قوياً في الإقراض، مدفوعاً بجهود التنويع الاقتصادي التي تبذلها المملكة في إطار رؤية 2030.
ومع ابتعاد البلاد عن الاعتماد على النفط، هناك طلب متزايد على الشركات الخاصة للتوسع في القطاعات الرئيسية مثل الترفيه والضيافة والرياضة وتجارة التجزئة – وهي صناعات مدعومة بقاعدة استهلاكية شابة وطموحة.
وتلعب المبادرات الحكومية مثل برنامج كفالة دورا هاما في تمكين المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، وخاصة في القطاع غير النفطي، من خلال توفير المساعدة المالية وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام.
منشات المشاهير البارزين
باعتبارها عامل تمكين رئيسي لرؤية المملكة العربية السعودية 2030، تلعب منشآت دورًا حيويًا في النظام البيئي للشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال زيادة الوصول إلى التمويل وتعزيز ريادة الأعمال وتوفير الدعم الحاسم لتطوير الأعمال.
وتقوم الهيئة بتسهيل التمويل للقطاع من خلال الشراكات مع المؤسسات المالية والمبادرات مثل برنامج كفالة، وبالتالي زيادة الإقراض. ويعطي الأولوية لتعزيز مهارات الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال برامج التدريب ويدعو إلى إجراء إصلاحات تنظيمية لتحسين بيئة الأعمال.
ووفقاً لتقرير الربع الثاني، شهدت المملكة العربية السعودية زيادة كبيرة في السجلات التجارية، التي ارتفعت بنسبة 78 في المائة على أساس سنوي إلى 121,521، مع 45 في المائة للشركات المملوكة للنساء.
ويؤكد هذا النمو على الدور المهم الذي يلعبه القطاع الخاص في دفع اقتصاد المملكة وتعزيز نشاط ريادة الأعمال وإنشاء شركات جديدة، والتي يندرج الكثير منها ضمن فئة المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة.
وأشار التقرير أيضًا إلى زيادة بنسبة 4.3% في التسجيلات الجديدة مقارنة بالربع الأول من عام 2024، مما يعكس النمو المستمر في مختلف قطاعات الاقتصاد.
ومن حيث التوزيع الإقليمي، استحوذت الرياض على 32% أو 482,690 تسجيلًا نشطًا، تليها مكة بنسبة 23% أو 342,840، والمنطقة الشرقية بـ 235,606، والمناطق الأخرى بإجمالي 457,520 تسجيلًا نشطًا.
ويؤكد التقرير على الدور المهم الذي تلعبه التكنولوجيا المالية في تعزيز نمو واستدامة المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في المملكة العربية السعودية.
وقد أدت المبادرة التي أنشأتها مؤسسة النقد العربي السعودي وهيئة أسواق المال، لتعزيز نظام بيئي ديناميكي للتكنولوجيا المالية، إلى تقدم كبير في هذا القطاع، والذي تجسد في أول طرح عام أولي للتكنولوجيا المالية في المملكة لشركة “رسان” في مايو، والذي اجتذب اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين.
وبحلول نهاية عام 2023، كانت المملكة موطنًا لـ 216 شركة نشطة في مجال التكنولوجيا المالية، توظف أكثر من 6500 متخصصًا ماهرًا. ويعكس هذا النمو مشهداً استثمارياً قوياً، حيث يتدفق أكثر من 1.84 مليار دولار من رأس المال الاستثماري إلى المنطقة.
ووفقاً للتقرير، برز مختبر التكنولوجيا المالية كمحرك رئيسي في هذا القطاع، حيث يعزز النمو والابتكار من خلال تزويد رواد الأعمال والشركات الناشئة بإطار تنظيمي داعم لتطوير واختبار المنتجات والخدمات الجديدة.
وأدت هذه المبادرة إلى ظهور نماذج أعمال مبتكرة وتوسيع الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية. بالإضافة إلى ذلك، يوفر المختبر حلولاً استثمارية لمختلف المستثمرين وخيارات التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة.
ساهمت شركات التكنولوجيا المالية المعتمدة بشكل كبير في خلق فرص العمل في العديد من القطاعات.
وبالنظر إلى عام 2024، فإن مبادرات مثل المختبر المصرفي المفتوح ستخلق بيئة تعاونية للبنوك والشركات الناشئة للابتكار، بينما تهدف الأكاديمية المالية إلى تعزيز تدريب رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة.
بالإضافة إلى ذلك، سيستمر برنامج ماكين في دعم الشركات الناشئة من خلال تقليل تكاليف الامتثال التنظيمي والفني، مما يضمن استمرار القطاع في كونه قوة دافعة في توسيع مشهد الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة العربية السعودية.