الشارقة: وسط التحديات العالمية المتزايدة مثل تغير المناخ والأمن الغذائي واستنزاف الموارد، ومع التركيز المتزايد باستمرار على الاستدامة والحفاظ على أصول وموارد الأرض الوفيرة، فإن النسخة الثانية عشرة من “المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2023″ سيتم تقديم برنامج شامل يتضمن خطابين ملهمين وحلقتي نقاش حول هذا الموضوع. تحتوي اللجنة على قائمة بارزة من المشاركين؛ وسيسلط وزراء ومسؤولون وقادة فكر من الإمارات العربية المتحدة والهند والفلبين وجنوب أفريقيا الضوء على المبادرات العالمية التي تستهدف القضاء على الجوع والاستهلاك المستدام وإدارة الموارد واستراتيجيات معالجة المخاوف المناخية.
ويناقش المنتدى، الذي يقام يومي 13 و14 سبتمبر في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار “موارد اليوم.. ثروة الغد”، الاستخدام الكفء للموارد الطبيعية وتحويلها إلى أصول قيمة، مع التركيز على الفوائد والأضرار المحتملة المرتبطة بها. سيتم تسليط الضوء على هدر الموارد. ,
وترتكز مناقشات المنتدى على أربع ركائز أساسية: “الموارد الطبيعية”؛ “الموارد غير المادية” غير الملموسة التي تشمل الثقافة والفنون والرياضة؛ والازدهار الحديث المتمثل في “التكنولوجيا والبيانات”؛ ومنظور رؤيوي حول “أصول المستقبل”. وتهدف هذه المناقشات إلى تعزيز الاستعداد الحكومي والمجتمعي للاستفادة من هذه الموارد واستخدامها بشكل مربح.
مستقبل الاستدامة
ويستضيف المنتدى معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة رئيسة مجلس الأمن الغذائي الإماراتي، لمناقشة موضوع “كيف نبني مستقبل مستدام للإنسانية؟” سوف يلقي خطاب تحفيزي بعنوان. وهي تمثل حالياً دولة الإمارات العربية المتحدة في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والمركز الدولي للزراعة الحيوية. وتشمل مسؤولياته العديدة أيضًا الإشراف على تطوير البنية التحتية لضمان تحقيق أهداف الأمن الغذائي في البلاد، بما يتماشى مع خطة مئوية الإمارات العربية المتحدة 2071.
وستقدم كلمة المهيري العديد من الحلول المستدامة التي يتم استكشافها حاليًا، مع التركيز على مفهوم “ثالوث بناء مستقبل مستدام”، والذي يشمل المجتمع والبيئة والاقتصاد. وتحاول الكلمة الإجابة على عدد من الأسئلة المتعلقة بمفهوم المستقبل المستدام، ودور الشباب والمفكرين والحكومات في تطوير ثقافة الاستدامة، والتحديات التي تواجهها، وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات البيئية والاقتصادية على حد سواء.
الجهود العالمية لمكافحة الجوع
في محاضرة ملهمة بعنوان “رسم عالم خال من الجوع”، سلطت الباحثة والناشطة البيئية الهندية والمدافعة عن السيادة الغذائية فاندانا شيفا الضوء على الاستراتيجيات الأساسية لبرنامج الأغذية العالمي لمكافحة سوء التغذية واستنزاف الموارد الغذائية. وهي تطرح سؤالاً مهماً حول السبل التي يمكن بها لأكثر من 800 مليون شخص في جميع أنحاء العالم أن يخرجوا من أزمة الجوع الدائمة. ويسلط تقرير الأمم المتحدة الضوء على الفجوة المتزايدة الناجمة عن التصحر وتغير المناخ وتزايد عدم المساواة التنموية. وستسلط شيفا الضوء أيضًا على الدور المهم للتواصل الفعال في رفع مستوى الوعي حول حماية البيئة وتعزيز الحق في الغذاء. يشتهر شيفا بجهوده الدؤوبة، ويُعرف باسم “غاندي الحبوب” ويُعرف بأنه شخصية رئيسية في حركة الأغذية المعدلة وراثيًا، وغالبًا ما يشار إليه باسم “نجم الروك”.
إعادة تعريف المال
وفي حلقة نقاش رئيسية بعنوان “رسالة من أمنا الأرض”، سيناقش المنتدى الاستراتيجيات المثلى لاستخدام التواصل لإعادة تعريف مفهوم الثروة. وستضم الجلسة شخصيات بارزة من بينها البروفيسور ألكسندر ليكهوتل، رئيس الصليب الأخضر الدولي؛ كيارا نيرغين، مخترعة وعالمة ومتحدثة من جنوب أفريقيا؛ وسعادة ماريا أنتونيا، وزيرة البيئة والموارد الطبيعية في الفلبين.
ستقوم الجلسة بتحليل ومقارنة قصص النجاح الدولية في تحقيق استثمار الموارد والنمو الشامل. وسيكون لهذه الدورة دور مهم في تعزيز المبادرات المحلية لتحقيق أهدافها التنموية وتسخير مواردها الطبيعية والبشرية والاقتصادية الأصيلة. وفي الوقت نفسه، سيكتسب الحاضرون وجهات نظر قيمة من المهنيين المتمرسين، وفهم رؤاهم ووجهات نظرهم التطلعية بشأن تنشيط أنظمة الاتصالات داخل المؤسسات السيادية والاقتصادية المتنوعة حول العالم.
الاستهلاك المفرط ومستقبل الموارد
ستكون هناك جلسة بعنوان “الموارد العالمية في عصر التغيير: موازنة الحلول والاستدامة” والتي ستضم شخصيات بارزة؛ دكتور م. وخليفة مصعب بن أحمد الطنيجي رئيس دائرة الزراعة والثروة الحيوانية بالشارقة؛ والسفير ماركو أ. سوازو، رئيس مكتب معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث في نيويورك (UNITAR-NYO).
تطرح هذه الجلسة سؤالاً جوهرياً حول احتمال استنزاف موارد العالم، مع تسليط الضوء على معدل استهلاك الموارد السنوي العالمي. وسوف يسلط الضوء على السلوكيات الصديقة للبيئة، ولا سيما مفهوم “التبسيط”، الذي يهدف إلى الحد من الإفراط في استهلاك الموارد والطاقة من أجل مصلحة الموارد والبيئة في المستقبل. كما سيتم تسليط الضوء على دور الاتصال الحكومي في تعزيز الوعي بنمط حياة الاستخدام المستدام والمتوازن للموارد.