القاهرة (رويترز) – أظهر مسح أجرته رويترز ونشر يوم الخميس أن الاقتصاد المصري سينمو بشكل أبطأ من المتوقع مع تآكل القوة الشرائية للتضخم وضعف الجنيه المصري.
وقد تم إجراء جزء صغير من الاستطلاع قبل اندلاع أعمال العنف في غزة وإسرائيل المجاورتين، والتي قد تؤدي عواقبها إلى الإضرار بآفاق النمو القاتمة بالفعل في مصر.
وقال فاروق سوسة من بنك جولدمان ساكس: “قد يأتي خطر سلبي كبير على النمو في المدى القريب من أي تأثير على قطاع السياحة من الحرب في غزة والمخاوف من التصعيد الإقليمي”.
وأضاف: “على الرغم من أن السياحة كانت محركًا مهمًا للنمو حتى الآن، فمن المرجح أن تؤثر ندرة النقد الأجنبي وقضايا سلسلة التوريد المرتبطة بها على آفاق النمو مع توسع مصر. وتسعى مصر جاهدة لإبقاء فاتورة الواردات تحت السيطرة”.
ويقول اقتصاديون ومحللون إن النمو السريع في المعروض النقدي على مدى العامين الماضيين أدى إلى ارتفاع أسعار المستهلكين وإضعاف العملة، مما أدى إلى انخفاض مستويات المعيشة للعديد من المصريين.
وفشلت حزمة الدعم المالي التي قدمها صندوق النقد الدولي بقيمة 3 مليارات دولار، والتي تم التوقيع عليها في ديسمبر/كانون الأول، بعد أن علقت مصر التزامها باعتماد نظام مرن لسعر الصرف وبيع أصول الدولة.
وكان متوسط التوقعات في استطلاع أجرته رويترز لآراء 15 خبيراً اقتصادياً يشير إلى نمو بنسبة 3.9% للسنة المالية التي تبدأ في الأول من يوليو/تموز، انخفاضاً من التوقعات السابقة البالغة 4.2% في يوليو/تموز. وفي 2024/25، سوف ينتعش النمو إلى 4.5%، وفقا لآخر استطلاع.
وقالت الرئاسة في مارس إن مصر تستهدف نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5٪ في ميزانيتها 2023/24.
وفي الشهر الماضي، قدر البنك المركزي أن الاقتصاد نما بنسبة 4.1% في الأرباع الثلاثة الأولى من السنة المالية 2022/23 ومن المرجح أن يتباطأ في الربع من أبريل إلى يونيو قبل أن يتباطأ في التعافي على المدى المتوسط.
وقال ألين سانديب من نعيم للسمسرة “نتوقع نموا بطيئا إذ أن استمرار التضخم المرتفع يؤدي إلى تباطؤ نمو الاستهلاك”.
وارتفع التضخم الإجمالي السنوي خلال الأشهر الأربعة الماضية إلى مستوى قياسي بلغ 38% في سبتمبر/أيلول.
وكان متوسط التوقعات للعام المالي الحالي هو أن ينخفض متوسط التضخم إلى 33.75% ثم ينخفض إلى 20.15% في 2024/25.
وفي استطلاع سابق أجري في يوليو، توقع الاقتصاديون أن متوسط التضخم سيصل في المتوسط إلى 22% في 2023/24 و13% في العام التالي.
وكان متوسط توقعات الاستطلاع هو أن يتراجع الجنيه المصري إلى 35 جنيها للدولار بنهاية ديسمبر كانون الأول، وهو ما يقل عن التوقعات السابقة البالغة 34.8 جنيها للدولار.
وتوقع اقتصاديون أن يهبط إلى 37.06 جنيها للدولار بنهاية 2024 وإلى 39.02 جنيها بنهاية 2025.
وفقد الجنيه المصري ما يقرب من 50% من قيمته مقابل الدولار خلال سلسلة من التخفيضات الحادة في قيمة العملة منذ مارس 2022، ولا يزال تحت ضغط في السوق السوداء.
لمزيد من المقالات من استطلاع رويترز الاقتصادي العالمي:
(كتابة باتريك وير؛ استطلاع رأي ديفاياني ساتيان وفيجايالاكشمي سرينيفاسان؛ تحرير برناديت بوم)
بقلم باتريك وير