تمت قراءة هذه الرسالة 1211 مرة!
يمثل “الضمان الاجتماعي” نقطة تحول تاريخية
■ يشكل نقل ملكية ثلاث قطع أراضي إلى المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي خطوة هامة واستثنائية في تطوير النظام الذي تعتمده المؤسسة.
■ الاستثمار في الأصول المحلية هو استراتيجية تتبناها صناديق التقاعد في أمريكا وأستراليا ومعظم دول الخليج
■ تشمل استثمارات المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية إنشاء مدن سكنية وصناعية وحرفية بهدف تنويع مصادر الدخل
■ هناك حاجة إلى تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال المبادرات الإبداعية
■ مؤسسات الضمان الاجتماعي في كافة الدول تدير صناعات حقيقية ولا تضع أموالها في ودائع مشبوهة
مدينة الكويت، 27 أغسطس: كما يقول المثل “أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا”، فقد تم اتخاذ قرار بنقل ملكية ثلاث قطع أراضي إلى المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية للاستثمار فيها بهدف ضمان استدامة المشروع. المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية وتحسين أوضاع المتقاعدين. ويعد هذا القرار خطوة استثنائية تهدف إلى تحسين الآلية التي اعتمدتها المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية منذ إنشائها. ويعتبر الاقتصاديون والخبراء الاقتصاديون القرار بمثابة نقطة تحول ملحوظة في تاريخ إحدى المؤسسات الأكثر رسوخًا في البلاد. وأعربوا عن تفاؤلهم بشأن نية المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية القيام باستثمارات طويلة الأجل في الأراضي الخاضعة لسيطرة المؤسسة والشركات التابعة لها.
وأكدوا أن المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ستقوم بإنشاء مرافق اقتصادية وترفيهية ستسهم في تحويل البلاد إلى وجهة سياحية لصالح المواطنين وتحفيز الاقتصاد وتقديم المزيد من المزايا للمتقاعدين وأسرهم. وكشفت مصادر موثوقة أن هذا القرار يشكل نقطة تحول في عملية وآلية إدارة الاستثمارات الكويتية. وأكدوا أن إجراءات أخرى ستتبع، مثل منح المزيد من الأراضي للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية وفتح المجال لمزيد من الاستثمار المحلي في مجالات مختلفة مثل الإسكان والعقارات والترفيه والسياحة والبناء وبيع وتأجير المحلات التجارية والمناطق الحرفية للكويتيين. شباب. والمستثمرين الراغبين في تأسيس أعمال تجارية في الكويت. ويعتقدون أنها وسيلة لخلق فرص العمل والمساعدة في تحفيز الاقتصاد الذي يعاني من العديد من أوجه القصور.
وشددت المصادر على حاجة الدولة إلى تفعيل مختلف أنواع الصناعات. بما في ذلك الصناعات الأولية والتصنيعية والكتلة. وقالوا إن المؤسسة تعاني من عجز اكتواري كبير، بسبب ضعف الحكومات السابقة، خاصة عدم سداد ديون المؤسسة مما يجب عليها زيادة مساهمتها في الاستثمار المحلي. وأضافت المصادر أن المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بحاجة إلى أن تسير على خطى نظيراتها في البلدان الأخرى حيث تستثمر صناديق التقاعد في أعمال أقل مخاطر وأكثر استدامة، مما يسمح باستثمار الأرباح في أصول جديدة.
وأضافوا أن مؤسسات الضمان الاجتماعي في الدول الأخرى تستثمر في الشركات الكبيرة ذات الصلة بالبنية التحتية ومحطات المياه والطاقة والطرق. وقالت المصادر إن هذا هو النهج الذي تتبعه صناديق التقاعد في الولايات المتحدة وأستراليا والدول الأوروبية وعمان والبحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وأضافوا أن الاستثمارات يجب أن تشمل إنشاء مناطق سكنية وصناعية وحرفية؛ لأن الكويت بحاجة ماسة إلى بنية تحتية صناعية متطورة لتنويع مصادر الدخل القومي والحد من اعتمادها على عائدات النفط.
وشددوا على ضرورة تحفيز الاقتصاد الوطني من خلال مبادرات معينة؛ بعيدًا عن الفساد والمحاصصة والمحسوبية التي زادت من عجز جميع المؤسسات العامة، وليس فقط المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية. وأشارت المصادر إلى أن مؤسسات الضمان الاجتماعي في الدول الأخرى لها أسواقها الخاصة وناطحات السحاب والصناعات الحقيقية.
وقالت المصادر إن هذه المؤسسات لا تضع أموالها في أسواق الأوراق المالية الأجنبية وفي ودائع مشكوك فيها كما هو الحال في لبنان. وكشفوا أن القيمة الإجمالية للمساحات الشاغرة في الكويت تقدر بـ 150 مليار دولار، لكنها غير مستثمرة. وأوضحوا أن القيمة الحقيقية لقطع الأراضي تكمن في قيمة المباني القائمة؛ وبالتالي فإن الاستثمارات في هذا المجال تعمل على تحسين الناتج المحلي الإجمالي الذي تحتاجه الكويت بشدة.
بواسطة أحمد الجارالله
رئيس تحرير صحيفة عرب تايمز