وفيما يتعلق بغزة، المصالح والإخفاقات الخاصة بالدول العربية الإسلامية

وفيما يتعلق بغزة، المصالح والإخفاقات الخاصة بالدول العربية الإسلامية

هناك مقولة روحية في التقليد الفكري الكاثوليكي: الاتساق في الحياة الأخلاقية والصلاح لا يعتمد على فعل الشيء نفسه مراراً وتكراراً، بل على فعل الشيء الصحيح.

والقيام بالمثل هو ما يميز استجابة زعماء العالم للقضية الفلسطينية، وخاصة القادة العرب والمسلمين في منظمة المؤتمر الإسلامي.

ليس من المستغرب أن يكتفي الزعماء العرب والمسلمون بإدانة القوات الإسرائيلية باعتبارها “همجية” في تصرفاتها في غزة، ولكنهم يرفضون تأييد التدابير الاقتصادية والسياسية العقابية ضد إسرائيل بسبب حربها ضد حماس.

ومن الواضح أن نتائج القمة المشتركة بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في العاصمة السعودية سلطت الضوء على الانقسامات الإقليمية حول كيفية الرد على الحرب، حتى مع تزايد المخاوف من أنها يمكن أن تقود دولاً أخرى.

والحقيقة أن أكبر وأغنى القادة العرب يترددون في فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل بسبب اعتمادها على الولايات المتحدة في المعدات العسكرية والتكنولوجيا لتحقيق مصالحهم الإقليمية، إضافة إلى العلاقة الاقتصادية الوثيقة مع الولايات المتحدة التي وإسرائيل تقف إلى جانبهم.

إن الإدانات والمطالبات البسيطة بوقف إطلاق النار لم تلق آذاناً صاغية، وينبغي لزعماء العالم ذوي الضمائر الحية أن يتخذوا الإجراءات المناسبة ضد نظام الفصل العنصري بسبب استمراره في استعماره وعدوانه على الشعب الفلسطيني.

والقضية الأساسية التي يجب معالجتها هنا هي استمرار توريد الأسلحة من قبل المجمع الصناعي العسكري الأمريكي والغربي الذي يعتمد عليه القادة العرب، بالإضافة إلى النفوذ الصهيوني في الاقتصاد الذي تستفيد منه النخب العربية.

وفي عام 2022، وافقت إدارة بايدن على مبيعات ضخمة من الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لمساعدتهما في الدفاع ضد إيران.

ويأتي مبلغ الدفاع الصاروخي والمبيعات ذات الصلة الذي يزيد عن 5 مليارات دولار في أعقاب زيارة الرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط، والتي التقى خلالها بالعديد من القادة الإقليميين في المملكة العربية السعودية.

يأتي ذلك على خلفية تعرض المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لقصف صاروخي من حركة التمرد الحوثية المدعومة من إيران في اليمن.

ووفقا لتقارير رويترز، يعد التعاون الاقتصادي والتجاري محركا رئيسيا لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل في عام 2020، والذي يقطع عقودا من السياسة العربية تجاه القضية الفلسطينية.

ودخلت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة حيز التنفيذ بين البلدين، تقضي بإلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية على أكثر من 96% من المنتجات، بحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام).

تم التوقيع عليها في مايو 2022 واعتبرها سفير الإمارات لدى إسرائيل “لحظة تاريخية”، وهي أول اتفاقية تجارة حرة بين إسرائيل ودولة عربية.

ومن العار أن الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في ماليزيا اتخذت شكل التدين العرقي الذي يميل إلى معالجة القضايا التي تؤثر على الفلسطينيين بين العالم الإسلامي من جهة والغرب وإسرائيل من جهة أخرى، ومن الذي أعماه ذلك؟ تصرفات النخب الإسلامية العالمية التي أفادت تصرفاتها إسرائيل.

لقد حان الوقت لكي يكون زعماء العالم صادقين بشأن الدور الذي يلعبه المجمع الصناعي العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في تأجيج الحرب في الشرق الأوسط، وبشأن العلاقات الاقتصادية بين النخب العربية وإسرائيل والتي تعتبر ضرورية لحل قضايا الأمن والاستقرار الطويلة الأمد. . في الشرق الأوسط.

ولا تزال الدول التي تعارض الهيمنة الأمريكية والصهيونية، مثل إيران وسوريا، تدفع ثمناً اقتصادياً باهظاً لمقاومتها.

هل منظمة التعاون الإسلامي والدول العربية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قادرة على حل القضية الفلسطينية؟

من الواضح أن الجواب هو لا، ورئيس الوزراء أنور إبراهيم يضيع وقته الثمين كرئيس للوزراء في التفاعل مع الزعماء العرب والمسلمين، الذين يعتبر سلوكهم أمراً مفروغاً منه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء المؤلف (المؤلفين) ولا تعكس بالضرورة موقف موقع MalaysiaNow.

author

Akeem Ala

"Social media addict. Zombie fanatic. Travel fanatic. Music geek. Bacon expert."

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *