هل نحن على وشك أن نشهد أول اندماج في السوق بين بنكين كويتيين؟ إنه ممكن للغاية.
وخلال الصيف، أعلن بنك الخليج وبنك بوبيان رسمياً في البورصة الكويتية أن مجلسي إدارتهما قد اتفقا على دراسة الاندماج.
وفي السنوات الأخيرة، شهدنا عمليات اندماج بين البنوك في جميع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، مما أدى إلى انخفاض إجمالي عدد البنوك التجارية العاملة في المنطقة إلى 60 بنكاً اليوم، مقارنة بـ 73 في عام 2018.
ولكن على الرغم من الاكتظاظ الواضح في السوق المصرفية الكويتية والأداء الضعيف على المدى الطويل لبعض (وليس كل) بنوكها، إلا أننا لم نشهد بعد اندماجاً مصرفياً في الكويت.
صحيح أن بيت التمويل الكويتي (بيتك) اشترى البنك الأهلي المتحد المحلي، لكن هذا جزء من استحواذ بيت التمويل الكويتي على البنك الأهلي المتحد في البحرين، الذي كان لديه شركة تابعة متوافقة مع الشريعة الإسلامية في الكويت.
وما شهدناه في أماكن أخرى من دول مجلس التعاون الخليجي هو اندماج البنوك الكبيرة لإنشاء شركات إقليمية كبرى ــ مثل البنك الوطني السعودي ومجموعة سامبا المالية، فضلاً عن بنك أبو ظبي الوطني وبنك الخليج الأول (لإنشاء بنك أبو ظبي الأول).
وقد رأينا أيضاً بنوكاً كبيرة تستحوذ بهدوء على بنوك أصغر حجماً كانت تكافح من أجل تحقيق إمكاناتها – مثل مصرف الريان القطري الذي استحوذ على جاره المحلي الخليج، وبنك البحرين الوطني الذي استحوذ على بنك البحرين الإسلامي.
لكن لا شيء في الكويت.
يوجد في الكويت تسعة بنوك تجارية (بعد دمج البنك الأهلي المتحد في بيت التمويل الكويتي)، أي أقل ببنك واحد من المملكة العربية السعودية، على الرغم من أن الأصول والقروض والودائع في النظام المصرفي السعودي أكبر بثلاث مرات تقريبًا من تلك الموجودة في الكويت.
وفي قطر، وفي أعقاب عمليات الاندماج الأخيرة، يوجد الآن ثمانية بنوك تجارية تغطي نظاماً مصرفياً أكبر بنحو 50 في المائة من النظام المصرفي في الكويت.
من الصعب إجراء مقارنات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بسبب الهيكل الفيدرالي للإمارات: حيث تعكس العديد من البنوك الإماراتية رغبة كل إمارة في أن يكون لها مؤسساتها الخاصة المدمجة محليًا.
كما أن المقارنة مع البحرين صعبة أيضاً: فقد أدى دور البحرين السابق كمركز مصرفي دولي في المنطقة إلى وجود عدد كبير من البنوك المسجلة التي تركز على الأعمال الإقليمية، وليس البحرينية.
والعائق الرئيسي أمام عمليات الاندماج المحلية هو هيكل ملكية البنوك الكويتية. وتخضع معظم البنوك فعلياً لسيطرة عائلة تجارية كبيرة، ومن شأن عمليات الاندماج أن تجبر أحد الأطراف على التخلي عن مركزه المهيمن.
وفي المملكة العربية السعودية، تمتلك صناديق الاستثمار العام والمعاشات التقاعدية حصصاً كبيرة في العديد من البنوك، وبالتالي تمكنت من ممارسة نفوذ كبير. وفي أبو ظبي، كانت عمليات اندماج البنوك مدفوعة إلى حد كبير برغبة المسؤولين الحكوميين في تنظيف استثماراتهم الضخمة في مختلف البنوك المحلية.
وتعتبر عائلة الغانم الكويتية أكبر مستثمر في بنك الخليج بنسبة 33 في المئة بحسب إفصاحات البورصة. تمتلك عائلة بهبهاني 6%، إلى جانب حصتها في البنك الأهلي (الذي لا ينبغي الخلط بينه وبين البنك الأهلي المتحد، البنك المذكور أعلاه).
ويعد بنك الكويت الوطني أكبر مستثمر في بنك بوبيان بحصة 60 بالمئة بحسب إفصاحات البورصة.
ويمثل بنك الكويت الوطني وبيت التمويل الكويتي فيما بينهما ثلثي أصول والتزامات البنوك الكويتية. ويتقاسم السبعة الآخرون الثلث الباقي.
يعد بنك بوبيان أحد أحدث البنوك في الكويت: فقد تم تأسيسه في عام 2004 وتم إدراجه في البورصة في عام 2006. كما أنه متوافق تمامًا مع أحكام الشريعة الإسلامية. ويمتلك بوبيان 72% من بنك لندن والشرق الأوسط، وهو بنك إسلامي تأسس في لندن ومعروف بحسابه الرقمي المبتكر نومو، والمتاح أيضاً لعملاء بوبيان في الكويت.
يفخر بنك الكويت الوطني بامتلاكه عمليات تقليدية ومتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، ومرتكزة على مؤسسات مختلفة ذات علامات تجارية متميزة.
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها دمج بنك الخليج وبوبيان، ولكن من المعقول افتراض أن أي اندماج سيؤدي إلى تخفيف سيطرة بنك الكويت الوطني على بوبيان وامتيازاته المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
لن يؤدي الاندماج بين بنك الخليج وبوبيان إلى إحداث تغيير في النظام المصرفي الكويتي، إذ سيستمر بنك الكويت الوطني وبيت التمويل الكويتي في الهيمنة. لكن الاندماج قد يشير إلى أن المساهمين على استعداد لاتخاذ نهج أكثر صرامة تجاه استثماراتهم المصرفية، مع التركيز على قوة قطاعات الأعمال، والفرص الواقعية للتوسع، وفي نهاية المطاف، الربحية.
ونأمل أن يرحب المنظمون الماليون في الكويت بهذا الوضع.
أندرو كننغهام يكتب ويقدم الاستشارات حول المخاطر والحوكمة في الشرق الأوسط والأنظمة المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.