على الرغم من أن السحب ضرورية لنمذجة الطقس والمناخ، إلا أنه من الصعب تحديد ارتفاعها وكثافتها من الأرض.
ومن خلال وضع الرادار والليزر النبضي في الفضاء، يمكن للعلماء اكتشاف خصائص أنواع مختلفة من التكوينات السحابية التي يمكن بعد ذلك دمجها في نماذج التنبؤ والمناخ.
تغطي الغيوم حوالي ثلثي الكوكب بشكل دائم، وترتد وتحبس ضوء الشمس، مما له تأثير كبير على درجة حرارة الأرض. توجد حاليًا فجوة حرجة في النماذج المناخية حيث لا يُعرف سوى القليل جدًا عن تأثيرها.
قال أنتوني إلينجورث، الأستاذ الفخري لفيزياء الغلاف الجوي في جامعة ريدينغ، والذي كان أول من تصور المهمة: “بدون أي سحب، ستكون درجة حرارة الأرض حوالي -15 درجة مئوية. لشرح درجات الحرارة الحالية، نحتاج إلى مراقبة ملف تعريف السحابة، والطريقة الوحيدة للحصول على ملف التعريف هي النظر من الفضاء.
“ستكون بيانات EarthCare لا تقدر بثمن في مساعدتنا على مراقبة الآليات الدقيقة المتعلقة بكيفية انعكاس السحب والهباء الجوي والغبار وانبعاث وامتصاص الحرارة والطاقة الضوئية.”
ومن المقرر إطلاق القمر الصناعي، الذي بنته شركة إيرباص في ستيفنيج، مساء الثلاثاء على متن صاروخ Falcon9 SpaceX من فاندنبرج، كاليفورنيا.
أنه يحتوي على أربع أدوات. سيكون الرادار قادرًا على اختراق السحب الكثيفة بينما سيقوم جهاز Lidar (كشف الضوء والمدى) بمراقبة السحب الصغيرة وسيكون قادرًا على التقاط الغبار والهباء الجوي والدخان في الهواء.
وسيقوم جهاز ثالث بالتقاط صور مرئية للسحب، بينما سيقوم جهاز رابع بمراقبة كمية حرارة الشمس المنعكسة أو المحبوسة بواسطة السحب.
ويشعر بعض الخبراء بالقلق من أنه مع إزالة التلوث، سيتم زرع عدد أقل من السحب، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بشكل أسرع.
وقال Thorsten Fehr، عالم مهمة EarthCare التابع لوكالة الفضاء الأوروبية: “في الوقت الحالي، للسحب تأثير تبريد على المناخ، لكن هذا قد يتناقص في المستقبل، مما يؤدي إلى تأثير إضافي على الاحترار.
“المخاوف المتعلقة بجودة الهواء تعني أننا يمكن أن نتوقع انخفاضًا في الهباء الجوي الناتج عن النشاط البشري في المستقبل، مما قد يقلل من قدرة السحب على التبريد، مما يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.
“[With EarthCare] سنكون قادرين حرفيًا على رؤية السحب من الداخل لفهم سلوكها وبنيتها بشكل أفضل، بالإضافة إلى كيفية تشكلها وتبددها، مما يحسن فهمنا للسحب وتأثيرها على المناخ.
قادت وكالة الفضاء الأوروبية المشروع إلى جانب وكالة الفضاء البريطانية ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية. وتشارك نحو 23 مؤسسة بريطانية في المهمة، بما في ذلك جامعة أكسفورد وإمبريال والمركز الوطني لعلوم الغلاف الجوي.