يعرض صندوق الاستثمار العام السعودي الإنجازات في تحقيق التوازن بين الحفاظ على التنوع البيولوجي والاستثمار
الرياض: قام صندوق الثروة السيادية في المملكة العربية السعودية بتفصيل الموازنة الناجحة بين الحفاظ على التنوع البيولوجي ومبادراته الاستثمارية.
وسلط صندوق الاستثمار العام الضوء على مشاريعه في قطاعات متنوعة، مع التركيز على السياحة المستدامة والصديقة للبيئة والمذهلة بالإضافة إلى ممارسات التعدين المسؤولة.
وفقا للأمم المتحدة، فإن الأنشطة البشرية التي تحركها ممارسات غير مستدامة هي السبب الرئيسي وراء أزمة التنوع البيولوجي المستمرة، حيث أن 44 ألف نوع معرض للخطر، و70% من الشعاب المرجانية معرضة للخطر، وفقدان الأراضي الخصبة منذ عام 2000. وقد زادت الخسارة بنسبة 29 بالمئة.
وتواجه المملكة العربية السعودية، موطن مجموعة واسعة من الأنواع النباتية والحيوانية، هذه التحديات بنشاط.
وشدد صندوق الاستثمارات العامة، في بيان له، على دوره كمساهم رئيسي في تحقيق أهداف المملكة في حماية البيئة والمناخ والموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي.
وذكر الصندوق أنه “من الممكن القيام باستثمارات ناجحة وواقعية تتماشى مع الأولويات البيئية”.
ويعزز هذا النهج الشامل أيضًا الاستثمار المسؤول في المناطق المحمية، لا سيما في البلدان الغنية بالتنوع البيولوجي – وهو التزام أكده صندوق الاستثمار العام أيضًا، في سعيه لتحقيق أهداف المملكة العربية السعودية المتعلقة بالبيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي.
إحدى مبادرات صندوق الثروة في المملكة هي شركة البحر الأحمر العالمية، التي تأسست لتطوير الوجهات السياحية بما يتوافق مع الممارسات المستدامة.
أجرى مشروع GIGA دراسات أساسية واسعة النطاق للتنوع البيولوجي البحري في منطقتي البحر الأحمر وأمالا للمساعدة في التخطيط الاستراتيجي الذي يهدف إلى الحفاظ على التوازن البيئي في المنطقة مع رعاية قطاع السياحة فيها.
واستنادًا إلى قاعدة بياناتها البيئية، تهدف شركة Red Sea Global إلى تحقيق مكاسب إيجابية في الحفاظ على التنوع البيولوجي بنسبة 30 بالمائة بحلول عام 2040.
وتشمل مبادراتها جهود حماية الأنواع واستعادة الموائل، والتي تدعمها جوائز مثل جائزة “رائد القطاع الإقليمي” من المؤشر العالمي للاستدامة العقارية.
ويمتد التزام صندوق الاستثمارات العامة إلى ما هو أبعد من السياحة ليشمل مبادرات مثل شركة دان، المخصصة للمشاريع السياحية الصديقة للبيئة في المملكة العربية السعودية.
وتهدف شركة “داين”، التي تم إطلاقها في ديسمبر 2023، إلى “تحقيق الريادة في مجال السياحة الريفية والبيئية” من خلال الشراكات مع المجتمعات المحلية، وتزويد الزوار بتجارب تبرز القيم الثقافية المتنوعة للمملكة العربية السعودية.
علاوة على ذلك، تركز شركة سودا للتطوير على إنشاء وجهات سياحية جبلية فاخرة في عسير، ودمج الاستدامة البيئية مع الحفاظ على التراث الثقافي وتمكين المجتمع.
ومن خلال الشراكة مع السلطات المحلية للحفاظ على الحياة البرية والنباتات، تلعب شركة سودا للتنمية دورًا رئيسيًا في دفع المبادرات الخضراء الطموحة في المملكة العربية السعودية لمكافحة تغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة.
وإلى جانب هذه الجهود، أطلقت شركة التعدين معادن مبادرات بيئية، بما في ذلك مشاريع لتحسين الغطاء النباتي والحفاظ على أشجار المانغروف في المناطق الساحلية – والتي تعتبر بالغة الأهمية لسبل عيش المجتمع والاستدامة البيئية.
إن التزام معادن بإدارة التنوع البيولوجي يضع معايير ممارسات التعدين المسؤولة عبر نطاق عملياتها.
ووفقا لصندوق الاستثمار العام، تثبت هذه النماذج التعاونية أن استراتيجيات الاستثمار القوية يمكن أن تتعايش مع ضرورات حماية البيئة.
وقال الصندوق: “إن الصندوق يقود الطريق نحو تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، مع حماية التنوع الطبيعي، من خلال منظومة متكاملة من المبادرات والمشاريع الرئيسية التي تشكل مستقبل الأجيال القادمة القادرة على ضمان التنمية”.
وفقًا للمركز الوطني للحياة البرية، تتمتع الولاية بتنوع بيولوجي غني، بما في ذلك 499 نوعًا من الطيور و117 من الثدييات و107 من الزواحف و266 من الشعاب المرجانية و1230 نوعًا من الأسماك وثمانية برمائيات وأكثر من 2400 نبات مزهر.
وتؤكد الأحداث الأخيرة، مثل مشاركة المملكة العربية السعودية في الحدث رفيع المستوى بشأن العمل بشأن المحيطات في سان خوسيه، كوستاريكا في 10 يونيو، التزام المملكة تجاه المنطقة.
وركز الحدث، الذي حضره عادل الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية والشؤون المناخية، على تبادل الخبرات في مجال إدارة المحيطات وأمنها ومعالجة التحديات الحاسمة التي تواجه البيئة البحرية.
وفي المعرض المصاحب، عرض الوفد السعودي مبادرات وطنية تحت شعار “سعودي أزرق”، مسلطاً الضوء على جهود مثل تقييم وإعادة تأهيل الموائل البيئية في البحر الأحمر والخليج العربي.
وتأكيداً على أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي، قدم الوفد خططاً لتحديد المناطق المحمية وبرامج طموحة لزراعة أشجار المنغروف ومعالجة التلوث البلاستيكي من خلال التدابير التشريعية ومبادرات إدارة النفايات.
وأكدت المملكة العربية السعودية من جديد التزامها بالممارسات المستدامة بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار وأكدت التزامها بحفظ التنوع البيولوجي البحري.
في مايو من هذا العام، تم الاعتراف بمحمية الملك سلمان بن عبد العزيز الطبيعية الملكية في المملكة العربية السعودية باعتبارها “أول موقع رئيسي للتنوع البيولوجي في المملكة”، وهو ما أكدته مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية.
وتمتد المحمية على مساحة 130.700 كيلومتر مربع، وتلبي ثلاثة معايير عالمية، بما في ذلك وجود الأنواع المهددة بالانقراض، مما يجعلها مؤهلة للحصول على هذا الاعتراف المرموق، الذي يتزامن مع اليوم العالمي للتنوع البيولوجي في 22 مايو من كل عام.
وتهدف المحميات السعودية، التي تديرها هيئة تنمية محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الطبيعية الملكية، إلى حماية الأنواع المهددة بالانقراض، وتعزيز الموائل الطبيعية، وتعزيز الوعي البيئي، والحد من التهديدات الناجمة عن العوامل الطبيعية والبشرية.
وتعتبر المنطقة أكبر محمية طبيعية في الشرق الأوسط.