تونس، 3 أكتوبر 2023 – اختتم مؤخرًا المؤتمر العربي الأفريقي للعلوم والتكنولوجيا للحد من مخاطر الكوارث، تاركًا وراءه سلسلة من الأفكار والالتزامات والمثابرة المتجددة في مجال الحد من مخاطر الكوارث. اجتمع أكثر من 400 من الخبراء الدوليين وصانعي السياسات والأكاديميين وقادة الأعمال في هذا الحدث الذي يستمر يومين، والذي تم تنظيمه تحت شعار “نحو مستقبل مرن: العلم والتكنولوجيا والسياسة والقطاع الخاص للحد من إدارة المخاطر” والذي نظمه UNDRR الإقليمي مكتب الدول العربية وتستضيفه الحكومة التونسية.
الشراكات والعلوم والتكنولوجيا في المقدمة
وكان من أبرز إنجازات المؤتمر تعزيز التعاون بين القطاعات. وسلط الحدث الضوء على الدور الحاسم للشراكات والتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني في تنفيذ مبادرات الحد من مخاطر الكوارث. وكان هذا بمثابة تذكير قوي بأن الحد من مخاطر الكوارث مسؤولية جماعية تتطلب بذل جهود شاملة ومنسقة.
طوال المؤتمر، احتلت العلوم والتكنولوجيا مركز الصدارة. وشدد المشاركون على أهمية البحث العلمي لفهم عوامل خطر الكوارث، وتطوير الاستراتيجيات القائمة على الأدلة، وتسهيل عملية صنع القرار وصياغة السياسات. وأظهرت الجلسات كيف يمكن للتكنولوجيات المبتكرة أن تعزز الحد من مخاطر الكوارث.
مسؤولية مشتركة من أجل الصمود
وسلطت مامي ميزوتوري، الممثلة الخاصة للأمين العام للحد من مخاطر الكوارث، الضوء على أهمية العمل الجماعي في كلمتها. وسلطت الضوء على الحاجة إلى روابط أقوى بين صانعي السياسات والمجتمع العلمي والقطاع الخاص، مشددة على أن الحد من مخاطر الكوارث مسؤولية مشتركة.
وشجع المؤتمر الحكومات على لعب دور مركزي في تطوير السياسات واللوائح التي تدعم مبادرات الحد من مخاطر الكوارث. وفي الوقت نفسه، أقرت بالدور الحاسم للقطاع الخاص في الاستثمار في مشاريع الحد من مخاطر الكوارث لحماية الموظفين والعملاء والأصول. وكان من أبرز الأحداث التزام القطاع الخاص بالابتكار والبحث في مجال إدارة مخاطر الكوارث.
التحديات والفرص والالتزام بالعمل
وتناول المؤتمر التحديات القائمة، بما في ذلك نقص التعاون والتنسيق بين القطاعات. وسلط الضوء على الفجوة بين العلم والسياسة والقطاع الخاص، مؤكدا على الحاجة إلى نهج أكثر انسجاما. ومع ذلك، فقد استكشفت أيضًا فرص التعاون، مع التركيز على الشراكات بين القطاعين العام والخاص ودور الجامعات ومعاهد البحوث في سد الفجوات.
وفي ختام هذا الحدث، قدم المشاركون التزامات جوهرية لتطبيق العلوم والتكنولوجيا للحد من مخاطر الكوارث، بما يتماشى مع أهداف وغايات إطار سينداي للحد من مخاطر الكوارث. وتم الإعلان عن “نداء تونس العربي الأفريقي بشأن العلوم والتكنولوجيا للحد من مخاطر الكوارث”، مما يدل على التزام المنطقتين العربية والإفريقية بالتعاون في القضية الحاسمة المتمثلة في الحد من مخاطر الكوارث واستغلال العلم والتكنولوجيا في هذا المجال.
ولترجمة الالتزامات الواردة في “نداء تونس العربي الإفريقي” إلى تغييرات ملموسة، دعا ميزوتوري الحكومة التونسية إلى النظر في تشكيل فريق عمل بالتعاون مع المنظمات ذات الصلة. سيقوم هذا الفريق بوضع خطة عمل ذات مواعيد نهائية واضحة وخطة تكلفة لحشد الموارد اللازمة، وإشراك جميع أصحاب المصلحة المعنيين في عملية التنفيذ.
التأثير على الأجندات الدولية
ومن المتوقع أن تطرح نتائج هذا المؤتمر جداول الأعمال الدولية، بما في ذلك الدورة الثامنة والعشرين المقبلة لمؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي، الإمارات العربية المتحدة، والمنصات الإقليمية العربية والأفريقية للحد من مخاطر الكوارث المناخية في 2024.
وقد أظهر المؤتمر العربي الأفريقي بشأن العلوم والتكنولوجيا للحد من مخاطر الكوارث الالتزام العالمي ببناء مجتمعات قادرة على الصمود وتعزيز التنمية المستدامة. وشدد على أن الحد من مخاطر الكوارث ليس مجرد هدف، بل هو جهد مشترك تشارك فيه جميع قطاعات المجتمع.