الرياض: ارتفع إنتاج المملكة العربية السعودية من النفط الخام إلى 8.99 مليون برميل يوميًا في أغسطس، بزيادة قدرها 0.83 بالمائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن مبادرة بيانات المنظمات المشتركة.
وقال التقرير أيضا إن صادرات الخام ارتفعت إلى 5.67 مليون برميل يوميا، بزيادة سنوية قدرها 1.56 بالمئة. وشهد الطلب المحلي على النفط زيادة سنوية قدرها 117 ألف برميل يوميا إلى 2.89 مليون برميل يوميا.
وخلال اجتماع أوبك+ الافتراضي في 5 سبتمبر/أيلول، كررت الدول الأعضاء التزامها بتخفيضات الإنتاج الطوعية المعلن عنها سابقاً بدءاً من أبريل/نيسان ونوفمبر/تشرين الثاني 2023، مشددة على أهمية الالتزام بهذه الاتفاقيات.
ونفذت أوبك+ سلسلة من تخفيضات الإنتاج منذ نهاية 2022 لتحقيق الاستقرار في السوق، مع توقع استمرار معظم التخفيضات حتى نهاية 2025.
في البداية، خططت أوبك+ لتخفيف الجولة الأخيرة من التخفيضات – بإجمالي 2.2 مليون برميل يوميا – اعتبارا من أكتوبر، لكن القرار تم تأجيله لمدة شهرين بسبب انخفاض أسعار النفط.
وأشار تقرير أوبك الأخير إلى انخفاض الإنتاج لشهر سبتمبر، والذي يُعزى إلى الاضطرابات في ليبيا والتخفيضات في العراق، مما أدى إلى إجمالي إنتاج أوبك + بمقدار 40.1 مليون برميل يوميًا، بانخفاض قدره 557 ألف برميل يوميًا مقارنة بشهر أغسطس.
كما أبرزت بيانات مبادرة البيانات المشتركة (JODI) انخفاضًا بنسبة 5% في صادرات خام التكرير إلى 1.25 مليون برميل يوميًا خلال هذه الفترة؛ ومع ذلك، يمثل هذا زيادة بنسبة 11 بالمائة، أو 126 ألف برميل يوميا، مقارنة بشهر يوليو.
وشملت المنتجات الرئيسية الخام المعالج المستخدم في الديزل وبنزين المحركات وبنزين الطائرات وزيت الوقود. وشكلت صادرات الديزل 43 في المائة من شحنات المنتجات المكررة، في حين شكل بنزين السيارات والطائرات 25 في المائة وزيت الوقود 7 في المائة. والجدير بالذكر أن شحنات الديزل زادت بنسبة 10% لتصل إلى 537 ألف برميل يوميا في أغسطس.
وفي يوليو، وصل إنتاج المصافي السعودية إلى 2.77 مليون برميل يوميًا، بزيادة 8% على أساس سنوي، ويمثل الديزل 44% من إجمالي المنتجات المكررة، يليه بنزين السيارات والطيران بنسبة 25% وزيت الوقود بنسبة 16%.
وقامت أوبك بمراجعة توقعاتها لاستهلاك النفط العالمي لعام 2024 في أكتوبر، مما خفض النمو المتوقع من 2.03 مليون برميل يوميا إلى 1.93 مليون برميل يوميا. كما تم تخفيض توقعات عام 2025 إلى 1.64 مليون برميل يوميًا، وهو ما يمثل التعديل الهبوطي الثالث على التوالي بسبب البيانات الجديدة والتوقعات الإقليمية الضعيفة.
وعلى الرغم من هذه المراجعات، تتوقع أوبك طلبا قويا، مدفوعا إلى حد كبير بالنقل الجوي والتنقل البري والنشاط الصناعي. وتتجاوز توقعاتهم توقعات وكالة الطاقة الدولية، التي تتوقع تباطؤ نمو الطلب بسبب التباطؤ الاقتصادي في الصين وصعود السيارات الكهربائية.
وتتوقع أوبك أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 104.1 مليون برميل يوميا في عام 2024 و105.8 مليون برميل يوميا في عام 2025، ومن المتوقع أن يصل الطلب على الخام على المدى الطويل إلى 112.3 مليون برميل يوميا بحلول عام 2029.
وعلى الرغم من نمو السيارات الكهربائية، فمن المتوقع أن تهيمن المركبات ذات محركات الاحتراق التقليدية على الأسطول العالمي حتى عام 2050، مما يدعم الطلب على النفط على المدى الطويل.
الاستخدام المباشر للخام
وارتفع استهلاك المملكة العربية السعودية المباشر من النفط الخام بمقدار 88 ألف برميل يومياً سنوياً إلى 814 ألف برميل يومياً، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 12% على أساس سنوي و5.9% عن شهر يوليو.
ومن المرجح أن ترجع هذه الزيادة إلى الطلب المتزايد على الطاقة المرتبط بالنمو السكاني وتدفق الوافدين الجدد، مما يسلط الضوء على زيادة الاستهلاك المحلي وتطور القطاعين السكني والتجاري.
وبحلول عام 2030، تهدف الحكومة السعودية إلى التخلص التدريجي من استخدام النفط الخام وزيت الوقود والديزل في توليد الطاقة، واستبدالها بالغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة.
ويعد هذا التغيير جزءًا من خطة رؤية المملكة 2030 لتنويع مزيج الطاقة وتقليل اعتمادها على النفط، محليًا وفي الأسواق الدولية.
ومع تقدم المملكة العربية السعودية نحو تحقيق هذا الهدف، من المتوقع أن يزداد الطلب على الغاز الطبيعي بشكل كبير، مما يؤدي إلى زيادة الاستثمار في سلسلة توريد الغاز الطبيعي، بما في ذلك التنقيب وتطوير البنية التحتية.
ويهدف هذا التحول إلى تقليل انبعاثات الكربون وتحرير المزيد من النفط الخام للتصدير، مما يعزز مكانة المملكة العربية السعودية في أسواق الطاقة العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يؤدي الترويج لمشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى جذب الاستثمار وخلق فرص جديدة في قطاع الطاقة والمساهمة في تحقيق أهداف الاستدامة طويلة المدى للمملكة.
ويتماشى هذا التحول مع التوجهات العالمية نحو الطاقة النظيفة، مما يضع المملكة العربية السعودية كلاعب رئيسي في مشهد الطاقة المتطور مع ضمان أمن الطاقة والتنويع الاقتصادي.