وقالت الولايات المتحدة إن السلطات تبحث في تقارير تفيد بأن الجيش الإسرائيلي فتح النار على سكان غزة الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية، وقالت إن ذلك حادث خطير. وقال مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض في بيان: “إننا نحزن على فقدان أرواح الأبرياء ونعترف بالوضع الإنساني السيئ في غزة، حيث يحاول الفلسطينيون الأبرياء ببساطة إطعام أسرهم”.
وأضاف البيان أن هذا يسلط الضوء على أهمية توسيع والحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك من خلال وقف مؤقت محتمل لإطلاق النار.
وكان أول من أدان الحادثة مصر والأردن، اللتان وقعتا اتفاقيات سلام مع إسرائيل. وأدانت القاهرة بشدة الحادث ووصفته بأنه “هجوم إسرائيلي غير إنساني على المدنيين الفلسطينيين الذين ينتظرون وصول شاحنات المساعدات الإنسانية”.
وبحسب مصر: “هذا انتهاك للقانون الدولي واستهتار بالحياة البشرية. وتدعو مصر الأطراف الدولية إلى وقف القتال وتحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية والقانونية وإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.
وخاطبت وزارة الخارجية الأردنية المهاجمين الذين، بحسب تحقيقات الجيش الإسرائيلي، فتحوا النار على المساعدات ووصفتهم بـ “الفلسطينيين الذين ينتظرون تلقي المساعدات”.
وقالت الوزارة في بيان لها: “ندين الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون استلام المساعدات الإنسانية من جنوب مدينة غزة”.
وقالت وزارة الخارجية السعودية إن السعودية تدين “الأضرار التي لحقت بالمدنيين شمال قطاع غزة والتي خلفت عشرات القتلى ومئات الجرحى”. وبحسب الرياض، فإن على المجتمع الدولي “اتخاذ موقف حازم وإجبار إسرائيل على احترام القانون الدولي، وفتح المعابر الإنسانية، والسماح بإجلاء الجرحى وتقديم مساعدات غير محدودة، من أجل تخفيف الأزمة الإنسانية و”منعها من الوصول إلى أراضيها”. أسوأ.” “
وخلص تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي في الحادث إلى أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار على شاحنات المساعدات، ووقعت معظم الوفيات بسبب الدوس والحشود. وبالإضافة إلى ذلك، ورد أن جزءًا من الحشد اقترب من وحدة تابعة للجيش الإسرائيلي تراقب دخول الشاحنات، مما دفع الجنود إلى إطلاق طلقات تحذيرية في الهواء.
ولم يرض التحقيق العسكري مسؤولي السلطة الفلسطينية، بعد أن دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حماس إلى تسريع المفاوضات بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن مع إسرائيل من أجل تمكين وقف إطلاق النار في غزة في أسرع وقت ممكن.
وفي ضوء تهديدات حماس بتعليق المفاوضات عقب ما يسمى “المجزرة”، قال مكتب عباس: “إن الرئاسة الفلسطينية تدين المجزرة البشعة التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات، والتي أدت إلى احتجازهم مقتل وإصابة مئات الأشخاص. »
وبحسب البيان فإن “العدد الكبير من الضحايا المدنيين الأبرياء هو جزء لا يتجزأ من جريمة الإبادة التي ترتكبها حكومة الاحتلال بحقنا، وتتحمل مسؤوليتها كاملة أمام المحاكم الدولية”.
وأضاف البيان أن “هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق شعبنا منذ بداية الحرب، والتي خلفت آلاف القتلى والجرحى، أغلبهم من الأطفال والنساء”. وهذا الموضوع “يشجع الاحتلال على مواصلة سفك الدماء الفلسطينية بجرائم إبادة غير مسبوقة في التاريخ الحديث”.
ودعا مكتب عباس الولايات المتحدة إلى التدخل وانتقد المجتمع الدولي. وقال البيان: “إن هناك حاجة ملحة للتدخل الدولي لإنهاء هذه الحرب، وخاصة من الحكومة الأمريكية التي تقدم الدعم والحماية للاحتلال”.
ووجه مكتب عباس اتهامات جديدة لإسرائيل بأن “هذه المجازر تشير بوضوح إلى أن هدفها الحقيقي هو ذبح الشعب الفلسطيني”.
وتأتي هذه المزاعم بعد أن أعلنت وزارة الصحة في غزة التي تسيطر عليها حماس أن عدد القتلى وصل إلى 104 قتلى ونحو 700 جريح. وبحسب شهود عيان تحدثوا لـCNN، فإن سائقي الشاحنات حاولوا الفرار من المنطقة ودهسوا بالخطأ الفلسطينيين هناك. وتشير التحقيقات الأولية التي أجراها الجيش الإسرائيلي أيضًا إلى أن معظم الضحايا ماتوا بعد أن تم سحقهم أو دهسهم.
وحذرت حماس في بيان لها من أن الحادث قد يؤدي إلى فشل المفاوضات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق بشأن التهدئة وإطلاق سراح الرهائن.